العرّاب الفني

بين الدّم والعهر..هذا الخبر لم يعد مفاجئًا

إنتهى يوم الأربعاء على بيانٍ جديد من قيادة الجيش تنعى فيه بطل سقط بعدما أطلق مطلوب النّار على عناصر الجيش ما أودى بحياة وحيدٍ لأهله الذين أصبحوا بدورهم وحيدي الله .

خبر لم يعد مفاجئًا ، هو القدر المحتوم عندما يظنّ المسؤول وأبنائه وشجرة عائلته بكاملها ، أنّهم أقوى من الجميع ، حتّى من المؤسّسة العسكرية . هذا ليس هجومًا على شخص دون آخر ، فالمعضلة تكمن أنّ معظم من يصبح في موقع المسؤولية ، تسوّل له نفسه أن يستخدم حصانته بوجه جيش يكفيه فخراً أنّه لا زال شعلة الأمان الوحيدة التي تُبقي معظم الّلبنانيّن في وطنهم.

يحدث ذلك في جوّ ما زال يناقش قرار قانون العفو العام الذي يقبع تحت الطّاولة في انتظار نضوج التّسوية، طريقة الخلاص الوحيدة وسط إناء ينضح بما يُعرّيه.

ومن المسلّم به هنا أنّ أحداً لن يقوى على ملامسة نار القهر والإشتياق التي تعجن قلب أهالي الشهداء ، سواهم . ذلك أنّ وقود الإشتعال ومكوّناته لا يعلم مقاديرها إلا من يعيش كل يوم على ذكريات تنبعث من الصور والحنين لمن فقد جزءاً من رئتيه . فأم الشهيد تغزوها إنكسارات لن تصفها موسيقى العالم كله ، ولو كان يتنفّسها صوتٌ تائب لفنّان لفظته أحاسيس نوتات الألحان بجميع مقاماتها .

لا قيمة مفروضة تنتهي عندها تضحيات الجيش ، فمن المفترض أيضاً أن لا يكون هناك معيار يمنع محاسبة كل من رسم في مخيّلته أن يكافئ دماء الشّهداء بالعفو عن من هزّ عرش أم ، برصاصة حقد أطلقها على صدرٍ هو مجرّةٍ في الحنان .لذا فما هو مفروغ منه أن يعفى عن قلب من قدّم دمًا في مقابل من يقدّم عهراً .

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى