العرّاب الفني

رندة كعدي في ومشيت: القشّة التي كسرت ظهر البعير!

يقال أنّ لكلّ مقامٍ مقال، وأنّ الفرد وحده من يصنع مكانته وسط المجتمع الذي يحيا فيه. يُقال أيضاً أنّ الموهبة تفرض نفسها ولوكان صاحبها بين ألوف مؤلّفة من أصحاب المهنة. وفي الدّراما كذلك ، الموهبة تعزّز مكانة مالكها ، وتقدّمه للمشاهدين بدون أيّ جهدٍ أو تصنّع.

رنده كعدي من أبرز الممثّلات التي تفرض حضورها على المكان الّذي تتواجد فيه وتقدّم دورها للمشاهد بكلّ صدق . تلعب رنده هذه السنة في مسلسل “ومشيت” ، من بطولة كارين رزق الله وبديع أبو شقرا ، دور أمّ شهيد في الجيش الّلبناني تخسر ابنها في انفجار يدوّي أثناء عمل ولدها كسائق لدى عقيد في الجيش. تجسّد الأمّ الثّكلى الّتي لم تتقبّل موت وحيدها حتّى بعد مرور ستّة عشر عاماً على الحادثة.

وفي كل مشهد تعبّر رنده عن حبّها لإبنها وشوقها له ويظهر ذلك جليّاً من خلال حديثها المستمرّ مع صورته المعلّقة على جدار البيت. تؤدي دورها بصدق واحترافيّة عالية تصل للمشاهد بكل سلاسة وتترجم بتأثّر كل من يشاهدها.

وهي أخبرت في مشهد من المشاهد ، عندما استدعيت إلى التّحقيق لضربها طفل صغير ، أنّ تحطيم ذاك الولد لصورة فلذة كبدها هي القشّة التي كسرت ظهر البعير وأفقدتها صوابها وجعلتها تصل لردّة الفعل تلك.

سردت أيضاً معاناتها مع غياب إبنها التي دفعتها لأن ترفض الحقيقة وتظلّ تتصرّف كما لو أنّ الشّهيد ما زال على قيد الحياة ، يأكل ويتكلّم معها ويؤدّي مهمّته الوطنيّة. أثّرت رنده بالعديد من المشاهدين خلال مشاهدها في هذا المسلسل ، ولا شكّ أنّها تقدّم أحد أجمل أدوارها ، وإحدى أهم المشاهد التي ستؤرشف في تاريخ الدّراما كتكريم لكل شهيد نزف على هذه الأرض ، ولكلّ أم قدّمت إبنها قرباناً كي يبقى الوطن.

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى