العرّاب الفني

منى واصف… الكفن والسكّين

محمد مطاوع

سيدة الشاشة فقط، دون تحديد أسيدة الشاشة السورية أم العربية… هي سيدة الشاشة دون تحديد جنسية أو قومية لأنها سيدة الشاشة بشكل عام وطاقتها لا محدودة، وإن كانَ بلدها سوريا شريكها في صناعة نجوميتها لكنّ الموهبة هي صناعة إلهية لمن يؤمن، لدى سيدة نؤمن بمقدراتها الهائلة.

 

حين حصلتْ على جائزة تكريمية في “الموركس دور” قبل شهرين قالت: “أنا جواد غير مروَّض”، وحين تتابعها في لقائها مع حكمت وهبي في “ستديو 85” قبل 33 عامًا تقول: “لم يكن بإمكاني أن أصرخ في الحياة لأنّ الصراخ معيب، فذهبتُ إلى المسرح كي أصرخ”.

 

منى واصف العملة النادرة بحق، إن ظهرت في أي دور ليس بإمكانك إلا أن تتابعها وأن تشدك. هي التي وقفت أمام عدسات عشرات المخرجين، وفي كل مرة تؤكد أنها ثابتة. بعض الممثلين يتميزون بدورٍ ما أمام مخرج معين يُخرج طاقاتهم بطريقة أكبر من مخرجين آخرين، أمّا منى واصف فأمام كل المخرجين هي هي… ثابتة في مستوى عالٍ.

 

لكنها نفسها ترفض وبحسب ما تكتب على حسابها في إنستاغرام وهو “muna_wassef” ترفض أن نتعامل معها وكأنها في وقت بدل ضائع، كلا أحلامها مستمرة وكبيرة وفي تصاعد، وتقول تعليقًا على إحدى الصور جالسةً تحفظ دورها “وكأنه دوري الأول… أجلس وأحفظ”.

 

منى واصف أمثولة لكل ممثل أو ممثلة ولكل إنسان يهوى الإبداع، لا تستكين ولا تتوقّف… مستمرة في إبداعها، مواضبة في اجتهادها وشغفها. قالت في “ستديو 85”: “المرأة العربية استُهلكت كثيرًا بدور الضعيفة في السينما العربية… أُريد أن أظهر بدور القوية” ونجحتْ.

 

منى واصف نجحتِ في كل شيء، حتى حين خوّنكِ البعض في سورية بتهمة “أن ابنك معارض!” قلتِ لهم: “سأنزل إلى الشارع وأحمل كفني والسكّين، ومَن يريد أن يقتلني لأني خائنة فليأتِ وأنا جاهزة”.

كفنكِ وجه لن يغيب، والسكين يقطع أوصال زمنٍ رديء يُخرج منهُ شغفًا نحوَ اللا مستحيل ونحو ديمومة إبداع نُسميه: منى واصف.

 

لمتابعة الكاتب محمد مطاوع على تويتر:

@MohamedMotaweh

 

منى واصف في “الموركس دور” 2018:

https://www.youtube.com/watch?v=KFKq1OMF5nk&feature=youtu.be

منى واصف في “ستديو 85” 1985:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى