العرّاب الفني

الإنتحار في خطر..فهل من يسمع ؟

100 حالة إنتحار في أقل من ستّ شهور في لبنان. مئة شخص فضّلوا أن يدفنوا أرواح محبّيهم على قيد الحياة بدل طلب المساعدة منهم. عدد مرعب إذا ما تمّت مقارنته بالسنوات التي مضت في رسالة مفادها أنّ باطن شعبنا مأساوي ، عكس ظاهره العاشق للحياة.

 

فرد واحد يقدم على إنهاء حياته كل ستّ ساعات بحسب تقرير رسمي صدر لقوى الأمن الدّاخلي. وفي الأيام الأخيرة فقط ، أغلب حالات الإنتحار هي لشباب في مقتبل العمر وبطرق عنيفة جدّاً … السموم قاتلة ، الرصاص ، الشنق ، والقفز من مناطق مرتفعة أدوات تُستخدم للقضاء على روح صاحبها.

 

حلول سريعة من المفترض أن تدخل حيّذ التّنفيذ إذا ما أردنا إنقاذ ما تبقّى من امل لدى شعوب أنهكتها الحروب ، وصدّعتها صور الدّماء وأخبار القتل اليومي. أبرز هذه الحلول تكمن في النّظر إلى كل من يفكّر في هذا الأمر كمريض نفسي يعجّ بالمشاكل الّتي يظنّ بعدم استطاعته على تخطّيها. ثمّ بتخطّي تلك الأفكار المتخلّفة معتبرة طلب العلاج النّفسي هو عار ومهينة لصاحبها.

 

لعلّ الدّور المهمّ في ذلك المهوار هو ما يجب أن تلعبه وسائل الإعلام بتعاطيها مع الإنتحار كمسألة حسّاسة من الواجب تقديمها بطرق سليمة بعيدة عن محاولات زيادة نسب المشاهدة والبحث عن “قنبلة إعلاميّة “.

 

الواجب تحريض النّاس على الإستماع لمشاكل من تحب ، النّظر للآخر ككائن يشبهها ، مليء بالمشاكل بحاجة لمن يصغي إليه بعيداً عن

 

ردود واعظة لا تفيده. والأهم إيجاد فرص عمل بحسب الكفاءة بدون منّة من أحد ، وتأطير الأفراد في مجموعات للإستفادة من تجارب بعضها البعض.وإلا فلا عزاء للمجهول الذي ينتظرنا.

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى