العرّاب الفني
في نهاية السباق الرمضاني..هل تمرّ الدراما في أزمة اقتصادية؟
يسدل الستار بعد ساعات على جميع الأعمال الدراميّة التي بُثّت خلال شهرٍ واحد فقط. ثمانية وأربعون مسلسلاً بعد المئة تقريباً عُرضوا في شهر رمضان الكريم على مختلف المحطات العربية. عدد كبير جدّاً في منطقة تضج بالمشاكل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنيّة التي نادراً ما يتمّ تناولها في تلك الأعمال.
وفي نظرة على باطن هذه الأعمال فإنّ معظمها إمّا مقتبس عن روايات عربيّة أو أجنبيّة ، وإمّا مستوحى من أعمال أجنبيّة ، وفي أغلب الأحيان يكون العمل مُسقط على فريق عمل جديد ولكن بأفكار مكررة ففعل الخيانة والغدر هو الثّابت الوحيد في أغلب ما تمّ تقديمه خلال هذا الشهر.
ووسط الحروب والضوضاء التي تعيشها أغلب الشّعوب ، يجد القائمون على الدراما الموضوع الأمني بمثابة خشبة نجاة لاستقطاب جمهور وزيادة نسبة المشاهدة ، بغض النّظر إذا ما اضطرّوا إلى تقديم مشاهد عنف تؤذي عين المشاهد . أمّا مختلف المشاكل التي يمرّ بها المواطن العربي من صعوبة معيشة وبطالة وحواجز طبقيّة وإجتماعيّة فهي تمرّ مرور الكرام في هذه المسلسلات ذلك إن تمّ التطرّق إليها أصلاً.
وعلى ذكر المشاكل الإقتصاديّة فإن عادة ما يُعزى سبب فشل أي مسلسل او نجاحه إلى الأزمة الإقتصادية التي تمرّ بها المنطقة العربيّة على الرغم من أنّه أحياناً المعدّات البسيطة تقدّم أعمالا أهم من تلك ذات المعدّات ذوات الجودة العالية.
بإستنتاج أصبح واضحاً للمشاهد العربي ، فإن أزمة الدراما اليوم هي أزمة نصوص ليس إلا.هي أزمة فكر محدود لمعظم الكتّاب ، وعناد غريب على تقديم نفس المواضيع الثابتة التي لا تتغيّر.ولهذا فإنّ الدراما الخارجيّة تتطوّر في حين أن الدراما المحلية تفقد جزءً من بريقها يوناً بعد يوم.
مريانا سويدان