العرّاب الفني

الجمهور يريد إسقاط…البلاهة

مريانا سويدان

لم يكن يعلم القيّمون على صناعة التّكنولوجيا أنّ وسائلها سوف تصبح أداة بيد الأغبياء كي يتفنّنوا في توزيع مستوى فنّي هابط على جميع المستويات وتقديمه لنا. لم يكن في الحسبان أيضاً أن يتسابق بعض من يسمّوا أنفسهم  نقاداً ،على اعتلاء خشبة المسرح، إطرابنا بالنّشاز  والإمعان في تلويث سمعنا بأداء لا طعم له ولا لون كما حصل بالأمس القريب في مهرجان عيش الأشرفيّة.

 

وكما كل شيء آخر يُسخّر لنا ، فقد استغلّ بعض المتسلّقين الوسائل المتطوّرة بطريقة عكسية من أجل الوصول إلى شهرة سريعة مصيرها أن تنتهي أسرع. فقد انغمس البعض في البلاهة ،والذي لن نذكر إسمه لعدم تقديم خدمة تسويقيّة له ، فقدّم فيديو مصوّر لأغنيته الجديدة، يشبه القاع الذي يعيش به مؤخراً ، صوّر به المرأة كسلعة ،بينما هو الرجل الوسيم الذي لا تقوى امرأة على فراقه. يا إلهي على هذه الثقة المريضة!

 

في حين أنّ أخرى ، تمتلك من الإحتقار لنفسها لدرجة أن تصدر كليباً تتمايل به كالدمية المتحرّكة بإيعاز من أحد ، وتفرغ تفاهتها على المشاهد في محاولة لجذب إنتباهه.أتمنّى أن أحظى بنصف هذه الجرأة كي أنفيها عن الشاشة.

 

ووسط هذه الضوضاء كلها ، يبقى دائماً هناك بقعة أمل ، تتمثّل ببعض جيل الشباب ، ما زالوا يقدّمون أعمال تليق بالمشاهد والمستمع ، حيث أصدر الفنان يوسف عرفات أغنيته الجديدة على تطبيق أنغامي قبل أيام بعنوان “من حياتي اختفي” من كلمات وألحان رامي الشافعي وتوزيع عمر صبّاغ. وتروي الأغنية قصّة شاب يريد الإنفصال عن حبيبته نهائيّاً من دون عودة ، بكلام متجانس جميل ولحن وتوزيع تناسقوا مع صوت يوسف وكانت الأغنية تستحق الإستماع إليها أكثر من مرّة.

 

أربعة أحداث حصلت في الأيام القليلة الماضية أظهرت فجوة كبيرة بين مدّعي الفن والّذين يعتاشون على منطق ” الجمهور عايز كده” ، وبين من يعمل بجديّة على أعماله ويحترم جمهوره. ويبقى القرار أولا وأخيراً  للمستمع في تحديد من يستحقّ الدعم ، وتجاهل الطارئين على الفنّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى