العرّاب الفني

حادث سير في بلغاريا يتسبب باستقالة ثلاثة وزراء..ماذا عن لبنان؟

ليلة قاسية شهدتها مدينة بيروت وطرقاتها مساء أمس ذهب ضحيّتها خمسة قتلى وعدد من الجرحى.

حادثتان مختلفتان في منطقتين مختلفتين حصدت أرواحاً جديدة في مسلسل الجنون المتنقل في بقعتنا الجغرافية هذه.

في الحادثة الأولى فقد أدى اصطدام عدد من السيارات على طريق المطار إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.

في تلك الطريق تحديداً تبدو الحفريات مرعبة والإنارة معدومة طبعاً أمّا سرعة السائقين فحدّث ولا حرج. أما الحادثة الثانية فقد أدى تلاسن تحوّل إلى إشكال ثمّ إلى حرب سكاكين ، إلى سقوط قتيلين ، والأسباب طبعاً لا ترتقي لمستوى الفعل.

ربّما يقول البعض أنّ العدد ضئيل جدّاً نسبةً إلى الأعداد التي نسمع بها يوميّاً بمختلف المناطق. هذا صحيح ، لكن مؤلم كم أصبح الموت زهيداً ، وكم تحوّل الإنسان إلى مجرّد رقم تُحصيه مؤسّسات الإنقاذ وتردّده نشرات الأخبار، بل أكثر من ذلك ، بات مصدرَ غذاءٍ ” للرّايتينغ “.

كل ما سبق هو النّصف الممتلئ من الكوب لأن النّصف الأكثر إيلاماً لم يلاحظه كثرٌ بعد . لعلّ الوجع الأكبر هو في طرق القتل  الحديثة . نعم ، وصلنا إلى فرز القتل وطرقه ما بين قديمة وأخرى حديثة. بُتنا نتفنّن في تعنيف نظيرنا في الخَلق ونبتكر في كل مرّة وسيلة أبشع من سابقتها كي ننهي حياته.

وبصراحة أكثر ، نحن نتفنّن في تعذيب أنفسنا . نعلم أنّ طرقاتنا أشبه بكابوس ومع ذلك نطلق العنان لوقود محرّكاتنا غير مكترثين بمن ينتظر قدومنا إلى البيت أو بمن نصادفه على الطريق. نحن على يقين بأنّ لا شيء يستحق إهدار حياتنا من أجله ، ومع ذلك نصرّ على تحويل أي نقاش إلى موت.

مؤسف جداً أن يكون النصف الممتلئ من كوبنا أسود ، والنصف الآخر كابوس. مؤسف أن حادث سير في بلغاريا يتسبب باستقالة ثلاثة وزراء بسبب الإهمال ، وهنا لا شيء يعمل إلا أذنهم الطرشاء.

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى