العرّاب الفني

متمرنو التعليم الثانوي..”متّفقين علينا”

في العام ٢٠١٣ أعلن مجلس الخدمة المدنية عن دورة لوظيفة تعليم استاذ ثانوي ، ثم توقفت هذه الدورة حتى ٢٠١٥ بسبب شغور منصب رئيس مجلس الخدمة المدنية. أُجريت المباراة على عهد وزير التربية آنذاك الياس بو صعب وتم التعاقد مع ٢١٧٤ أستاذ مع وعود بالإلتحاق في شباط ٢٠١٦ لكن ذلك لم يحدث.

بدأت معاناة هؤلاء بعد التحاقهم في السابع عشر من شهر تموز ٢٠١٧ حيث لم يتقاضوا رواتبهم في الأشهر الخمسة الأولى لتقرّ من بعدها موازنة لدفع الرواتب على دفعتين الأولى سنة ٢٠١٧ والثانية في ال ٢٠١٨ وقيمة الدفعة الواحدة ٣٢ مليار ليرة لبنانية.

في ٢٠١٧ تقاضوا عن آخر خمسة شهور وعاد المبلغ الباقي (١٣ مليار) إلى خزينة الدولة لأن القانون يلزم إعادة الأموال المتبقيّة في آخر كل سنة. أما دفعة ٢٠١٨ فلم تصل حتى شهر آب فكان الأساتذة يتقاضون الرواتب بناء على حل لرئيس الجامعة بالصرف من موازنة ٢٠١٨ قبل مجيئها .

وبعد صدور قانون الدرجات الست لأساتذة التعليم الثانوي لم يستحصل المتمرنون عليها إلا بعد مرسوم أثبت مجلس الوزراء أحقيّتهم فيه. ومع ذلك فإنّهم إلى حدّ اللحظة لم يقبضوا الدرجات بعد رغم وعود وزير التربية مروان حمادة بتقسيمها على دفعتين، بحيث يتقاضون ٣ درجات هذه السنة والثلاثة الأخرى في السنة القادمة، بحسب رئيس لجنة متابعة الأساتذة المتمرّنين الملحقين بوزارة التربية الأستاذ ماهر خزعل.

وتزداد معاناتهم اليوم بعد الضياع الحاصل بين رئاسة الجامعة ووزيري التربية والمال الذين اجتمعوا نهار الإثنين الماضي واتّفقوا على نقل هؤلاء إلى ملاك وزارة التربية من ملاك كلية التربية في الجامعة اللبنانية. المشكلة تكمن في أنّ معاملة  قبض الرواتب للمتعاقدين قد أوقفت في مالية رئاسة الجامعة بسبب هذا الإتفاق ما يعني أن هؤلاء لن يتقاضوا رواتبهم حتى أوائل تشرين الأول.

“متّفقين علينا ” يقول رئيس لجنة المتابعة ويُكمل ” هيدي أسوأ دورة بتمرق علينا بسبب المشاكل يلي صارت فيها ” . فالمضحك المبكي أن معاملة قبض الرواتب الأخيرة هي عبارة عن سلفة للأشهر من آب حتى تشرين الثاني طُلبت لأن موازنة الجامعة لعام ٢٠١٨ قد انتهت  بناء على استردادها رواتب الأشهر السبعة الأولى من السنة التي صرفتها للأساتذة “كدَين”. نعم ، ٢١٧٠ أستاذ (توفّي ٤ منذ ٢٠١٥) استنتجوا أنهم قد استدانوا من الجامعة حقّهم. يا لسخرية القدر.

“ إذا ما منقبض من هون ل ١٥ الشهر مش رح نلتحق بالعام الدراسي ” يقول خزعل لموقع العرّاب، ” في ناس عندها مسؤوليات وفاتحة بيت وعندها قروض ” . معنى ذلك أن قصّة إبريق الزيت مستمرة كما كل سنة . وبين حقوق الأساتذة والطلاب ، ضاعت الطّاسة..

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى