العرّاب الفني

مطار بيروت الدولي…”النكايات” السياسية ترحب بكم

ليل الخميس فجر الجمعة تعطّلت آلات الـ ” check in” في المطار لتكون النقطة التي أغرقت كوب المشاكل فيه. بسرعة قياسية تداعى المسؤولون لاجتماع صدر على أثره قرارًا بأن يتّخذ المعنيون في المطار الإجراءات اللازمة دون الرجوع للحكومة! حقّاً؟ يا لروعة البيروقراطية! أنستطيع استخدامها في مجالات أخرى؟

مليار دولار هي التكلفة الإجمالية لتوسيع المطار. تأمّن المبلغ في أقل من ٢٤ ساعة، بقدرة قادر استطاعوا إيجاد مبلغ كبير في وقت قصير عكس السنوات التي قُضيت بمحاولة تمويل سلسلة الرتب والرواتب التي لا تصل تكلفتها لنصف تكلفة توسيع المطار، ثمّ موّنت السلسلة وقتها من جيوب الناس بفرض ضرائب إضافية عليهم .يا للوقاحة!

مليار دولار كانت كفيلة بتوسيع الطّرقات وإنارتها وتفادي المجازر اليوميّة التي تقع في شتّى المناطق ، لكن أبداً ،لا مكاسب من ذلك . مبلغ كافٍ لبناء جامعة رسمية في منطقة البقاع بدل أن يُمضي الطالب وقته على الطّرقات ذهاباً وعودةً إلى بيروت. يا للخِزي..

هذه الأموال أيضاً كفيلة لبناء معامل فرز للنفايات التي تستقبل رائحتها القادمين إلى المطار.مليار دولار من أجل توسيع مطار لاستقبال طائرات لكن لو كان السبب تسليح الجيش فتضيع أموال الدولة والخزينة ويضيع المسؤولون ومن الممكن أن نتحوّل إلى مصاصي دماء نريد استنزاف موارد الدولة. يا للعار.

مليار مشكلة كان من الأجدى صرف هذا المبلغ عليها لكن في زمن “النكايات” السياسية توقّع كل شيء. توقّع أن تختفي الأموال وتولد فجأة ،يا سبحان الله، مثلما تُختلق المشاكل وتُحل فجأة.

توقّع أن تسقط من أعلى المبنى إلى الأرض لأنّ الحياة قد ضاقت بك، ثمّ يأتي مسؤول ليقول لك وأنت تلفظ أنفاسك الأخيرة : “كيف تجرؤ على القفز على زجاج سيارتي وتحطيمها ؟”. وتوقّع بعد أيام أن تتحوّل الطرقات إلى مسابح مختلطة للنفايات والصرف الصحي (كما كل سنة)، ويصرّح المسؤول “لا تخرج من منزلك فإنّ هناك تنظيم إرهابي يريد أن يطوف البلد”.   حقاً يا للعار.

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى