العرّاب الفني

حفل ملكة جمال لبنان: تضخّم في الكبد وتراشق في الكلام

في حفلٍ استغرق أربع ساعاتٍ مساء الأحد ، وأحياه كل من “راغب علامة” ، “مايا دياب” ، “مساري ” ، و ” فرنش مونتانا ” ، إنتُخبت مايا رعيدي ملكة جمال لبنان للعام 2018 في سهرةٍ عُرضت على قناة ال “أم تي في ” بعد سنوات ، وقدّمها كل من  “مارسيل غانم ” و”أنابيلا هلال “.

من حيث الشّكل ، فلا شكّ أنّ إنتاج الحفل وتنظيمه كان ضخماً جدّاً، وهو ما دأبت على إخبارنا به أنابيلا طيلة ساعات الحفل حتّى تضخّم لدينا الكبد. إضافة إلى ذلك فإن إخراج “باسم كريستو ” للحفل أضاف لمسة جمالية على الصورة التي وصلت للمشاهدين وهو ما لا يُعدّ غريباً عليه.

على صعيد آخر، فمن الواضح أن المضمون لم يُعطَ حقّه الكامل، وجاء على حسابه الشكل.

فبدايةً لم تكن مقدّمة الحفل التي ألقاها مارسيل غانم ترقى إلى مستوى الحفل ولا الجهة المنظّمة، حيث صبّ اهتمامه على محطّة ال ” أل بي سي ” المنافسة والتي تولّت تنظيم الحفل على مدى سنوات.

فجاءت الكلمة غير لائقة بمسيرة إعلامي كمارسيل ولا بمحطة “أل بي سي ” ولا حتى بال ” أم تي في”، وكان من المفترض أن يتم التركيز على المسابقة لا تصفية الحسابات.

من ناحية ثانية، فقد تمّ تقديم ثلاثين صبيّة في بداية الحفل، بعدها تمّ استبعاد خمسة عشر منهنّ بعد دقائق ، وبُرّر ذلك بأنه تمّ تقييم المشتركات خلال أشهر التّحضير الثلاثة وجاءت النتيجة بناءّ على ذلك ، لكنّ المنظّمين نسوا أنّ المشاهد لم يكن موجوداً في تلك الفترة .

أمّا بالنسبة لأسئلة لجنة التحكيم وأجوبة المشتركات، فحدّث ولا حرج، لا جديد غير أنّه تمّ سؤال مشتركة من قبل ممثل وزير السياحة “غي مانوكيان” عن أهم مشكلة عالمية موجودة اليوم ووضع حلول لها في عشرين ثانية ، وهنا وجب التنويه أنّ مجلس الأمن يجتمع منذ سنوات لحل أزمات كبرى ولا يصدر منه بعدها سوى القلق .

وعلى ذكر وزير السياحة فقد كان موجوداً في الإحتفال بين الجمهور وممثله في لجنة التحكيم ، فليحيا المنطق .

وفي سؤال الممثل “عادل كرم ” للوصيفة الأولى عن إحدى التّحدّيات التي مرّت بها وكيفيّة تخطّيها له ، كان عادل غير عادلاً .

فعلى الرغم من إجابة “ميرا طفيلي” الرائعة حيث صرّحت أنها نشأت في دار للأيتام ومن ثمّ تبنّت إحدى الأطفال هناك ، إلا أنّ السؤال أظهر وجود معرفة مسبقة بين عادل وميرا وأعطاها أفضليّة على غيرها من المشتركات .

حفل تخلّله تراشق كلامي من عادل ومارسيل تجاه محطّة ال “أل بي سي ” أشعرت الجمهور بأنّه يشاهد سهرة في قهوة وليست حفل إنتخاب ملكة جمال . فُتح الهواء أربعة ساعات لحفل يستحقّ النّصف ، لكن الحشو والمطّ والتّطويل كان سيّد الموقف .

استحقّت مايا رعيدي الفوز نسبة لعنصري الحضور والجمال اللذان تتمتّع بهما ، لكن أجوبتها لم تكن ملائمة . لذا فإنّ الحفل لم يتوافق مع الحملة الدّعائيّة الّتي سُخّرت له لأشهر سبقت الحفل فطغت المبالغة على السهرة.

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى