العرّاب الفني

مالك مكتبي…خارج السّرب بالخط العريض

في وسط الازمة التي يمرّ بها قطاع الإعلام في الآونة الأخيرة، يعبر برنامج أحمر بالخط العريض موسماً تلوى الآخر بخطوات ثابتة نحو النجاح . ففي كل حلقة يقدّم للمشاهد نمطاً جديداً من معالجة المواضيع الإجتماعيّة مرغماً إياه على متابعة الحلقة لنهايتها.

استضاف مالك مكتبي في حلقة الأسبوع الماضي ضيوفاً يرحّبون بفكرة التبنّي وعرض وجهة نظر الأهل الذين يتّخذون قراراً بجعل يتيمٍ أحد أفراد عائلتهم ، فيحبّونه ويرعونه كما لو كان من صلبهم.

أمّا هذا الأسبوع فقد وجّه رسالة قويّة عندما وضع بتصرّف المشاهدين قصّة “فكرت” التي وبسبب ظروفها الصّعبة التي مرّت بها في “أثيوبيا” اضطرّت لإعطاء ولد من أبنائها لأشخاص لا تعلم عنهم شيئاً سوى أنهم سيؤمّنون مستقبلاً مزدهراً لإبنها ، وجاءت للبنان من أجل العمل كي تؤمّن مستقبل إبنها الآخر.

قصّة جديدة من مآسي كثيرة نشهدها في عالمنا ، رسالتها أنّ الطفل دائماً من يدفع ثمن ظروف الأهل ، إمّا بانفصال الأهل ، أو بأن ينشأ مع عائلة غير عائلته الحقيقية. لكن ما يلفت نظر المشاهد كثيراً هو طريقة معالجة مالك للقضيّة والتي تُخبر من دون شكّ عن نضجٍ كبير لديه وفريق إعداده حيث يتم إيجاد مخرج من دون أن يتم توجيه اللوم لأحد ، او تعريض مشاعر أي طرف للأذى.

صحيح أنّ وضع الإعلام في وطننا غير صالح في كثير من الأحيان ، وصحيح أنّ المتعدّيين على المهنة كُثُر ، لكن الأكيد أيضاً أنّ مالك مكتبي وبرنامجه وفريق إعداده بعد قصّة زينب(المرأة التي تبلغ من العمر ٢٥ عاماً التي ساعدها مالك على مدى شهور في البحث عن والدتها التي توفّت بعد رؤيتها بأيّام) ليسوا كما كانوا قبلها إن من حيث النضج أو المهنيّة أو الخبرة.

والأكيد أكثر أن ما يقدّمه مالك في السنوات الأخيرة هو النصف الممتلئ من كوب المهنة التي يصرّ البعض على إنزلاقها للقاع ، بينما يحرص أمثال مالك على رفعها نحو ما تستحقّ.

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى