العرّاب الفني

رويدا عطية: “تعا” HIT لن ينجح ! 

يحدثُ أن تلحظَ مشروعًا معجونًا بالإبداع، يُخبِلك بتفاصيله المصمّمة بإحتراف، ويأسرُك بعوالمهِ المُدهشة، لكنه لا ينجح.. يحدثُ أن تلتقي بشخصٍ يجتهد ويثابر، يسعى ويكافح، لكنَه يعجز عن وصف خلطة النجاح.. يحدثُ أن تسمعَ أغنيةً رائعةً في المضمون، مُدهشةً بالتركيبة الموسيقيّة -في زمنِ الإنتشار السريع لأغانٍ دون المستوى- لكن دونَ أن يسمعَها غيرُك!

“تعا” تغنيها النجمة السورية رويدا عطية لمعشوقٍ بعيدٍ، لطفلٍ يربطك بأنفاس الحياة، أو لكيانٍ خسرَ القلبُ دقاتَه بعده.. تطرّبُك بها بألحانٍ كلاسيكية هادئة تشبّع المزاج دون تكلّف، وبكلماتٍ سلسةٍ تدخلُ أعماقَ الوجدان فتُشعل العاطفةَ ليسير بها الخيالُ نحو التمتّع.

بأداءٍ أكثر من متمكّن، تتمكّن حنجرةُ النجمة السورية الجبلية من مقاربةِ الطبقة المَجبولَة بالأحاسيس. تبدعُ عطية – التي أدتْ موالَ صباح بتفردٍ – بإحساسٍ دافىءٍ يخترقُ موجاتَ الآذان، وفيها تحققُ رويدا علامةً مثاليّةً بالإختيار كما فعلتْ في آخر إصدارين “خائن” و “الله مع قلبي.”

حتى لو وصلتْ عطية إلى المثالية النوعيّة بالإختيار، لا يكفي كل ما وُرد لإحضار حالة من النجاح الجماهيري. اليوم، باتتْ عواملُ الإنتشار للعمل الفني مختلفة، فلها أسسها ولها تركيبتها الخاصة، ولم يبدُ أن رويدا وحتى فريق عملها وإدارتها الفنيّة على علمٍ بأدنى المعايير! وكأن التركيبة الخاصة بهم مُتفق على دورانِها في عملية خاليّة من الديناميكية: “من إختيار مماثل، وأداء محترف، وإطلاق على المنصات، و، و، و، لحظة لم يعد هناك شيئًا.. إنتهى!”

تذهبُ أعمالُ عطية بها أدراج النسيان.. فدعمٌ أشبه بإطلاق العنان لصوتٍ عبر مكبّر: ” لقد أطلقتُ أغنيةً، إسمعوها لو ترغبون!” وليّته كذلك..

يتأسفُ جمهورٌ تابعَ مسيرة مشرقة لحالة تخبُط بدعمٍ معدوم الهوية، وبمأساة تحدثُ تشوهات مريبة بإنجازات النجمة منذ إنطلاقِها من برنامج سوبر ستار.. تكتفي إدارةُ أعمالها المُمثلة ب”آل المولى” بدعمٍ محدود لها رغم الخيارات الفنيّة الجيّدة – على عكس ما تقدّمه الشركة للنجمين سعد رمضان وهمام العراقي- لتعود الذكرى بعطيّة ومتابعيها إلى معاناةٍ سابقة حين فشلت أغنية “منرجع نلتقي” من الوصول لآذان المستمعين العرب، أغنية بجودةٍ لم تتمكن عطيّة من الوصول لمماثلة!

لكي تسمع جديد النجمة السورية – أي “تعا” – عليك أن تبحث يدويًا عنها عبر المنصات الإلكترونيّة، بروحٍ باردةٍ خاليةٍ من الإعلانات وخططِ الترويج وسط معارك النجوم الناريّة..

تمرُ مرورَ الكرام كعادة أعمالها الأخيرة: تعرضُ مرة أو مرتين في إذاعات الراديو وكذلك على شاشات التلفاز.. لا تتضمّنها إقتراحات “اليوتيوب” ولا “أنغامي” ولا مساحات المواقع والصحف والبرامج الفنية ..

“شو سهل الحكي” مجّدَتْ مشوارَ زميلة نجم الصف الأول “ملحم زين” في البدايات، والحقيقة طبعًا أصعب.. ينتقدُ أحد متابعين عطيّة عبر الفيس بوك: “حتّى لو سمعناها وحدنا عشرات المرات، فهذا وحده لا يكفي!” ويتابعُ آخر: “خيارات رويدا ذكيّة ومُهمة، ومع هذا تجدُها لا تغني إلا اغنيتين من أرشيفها في الحفلات، لأن الباقي لم يصلْ بعد إلى الجمهور!”

فيما يطرحُ آخر سؤالًا جوهريًا: “هل ستحطّم رويدا رقمَ نصف مليون مشاهدة في المستقبل، وهي التي حققَتْ ملايين وملايين في الماضي؟!!”

عبدالله بلال بعلبكي 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى