العرّاب الفنيمشاهير العرب

“آمال ماهر مُشْ بخير!”

بتغريدةٍ ثائرةٍ، تُعلن الدكتورة المصرية علياء جاد :”آمال ماهر مش بخير”.. بواحدةٍ تلاها، تستنجدُ وسائلَ إعلام أجنبيّة من ال “BBC” و “CNN” في إشارةٍ إلى تقاعصِ الإعلام المصري أمام مصير مجهول للنجمة المصرية آمال ماهر..

فصولٌ من الإعتداءات النفسيّة والجسديّة على النجمة وعلى مقرّبين من دائرة أسرتها الضيّقة.. تشيرُ كل المؤشرات نحو إختطافٍ قسري حيّر الرأيَ العام المصري والعربي منذ شهر ونيّف من الزمن..

غنَّتْ الفنانةُ السورية أصالة نصري “الحقيقة” المُسجلة مُسبقًا لماهر، وللأخيرة أيضًا عمل فني بعنوان “بخاف أفرح” قُدّمَ للنجمة أنغام مُقطّعًا من أوصال ألبوم كانت قد أشرفتْ على آخر فصولِه..
كلاهما كتبهما وأنتجهما مستشارٌ في الديوان الملكي السعودي يُدعى تركي آل الشيخ والذي يَشغلُ أيضًا منصب رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم – ويمكن له أن يضحو شاعرًا بحسابه البنكي..

أحداثٌ مفاجئة هزَّت الوسط الفني وأثارت موجةَ غضب عارمة.. ثمّة عدّة أسئلة لم تُلقَ لها أجوبة: “ما حصل وما يحصلُ وما سيحصلُ لآمال ماهر؟!..”

لم يعد مفاجئًا خبر إرتباط النجمة المصرية بآل الشيخ لسنة وأكثر، ولا حتى نهاية الإرتباط بأبشع الوسائل الأخلاقية..

مهما ترفّعَ الفنانُ يبقى مواطنًا، والمواطن هنا مهما ترفّعَ يبقى مُتدنيًا، ينظرُ بشهوةٍ نحو مرفهات الحيوان في الغرب..
تبدو ماهر قيد الإختفاء القسري، لتُكمل قصةَ نجوميّة تُشلّح لحظة قرار شخصي.. في الخارج، تستطيع الأنثى إكمال حياتها ومسيرتها عندما تُفلتْ حبلًا يدور حول رقبتها بأكثر من مُعين، هنا تُخنق عقابًا حتّى الموت وحيدةً حدّ الذل المُهين!

إذًا، هي اختطفت وغُيبتْ عن المشهد.. حساباتها الإلكترونية قد سُلبت غير أعمالها ومخزونها الفني.. وبتوجيهٍ حاد، مُنعت من الظهور الإعلامي..
لكن من هي آمال ماهر؟ فنانة لُقبت بصوت الشرق؟ غنّتْ أم كلثوم بإتقانٍ أخافَ رواد فن الجنس؟ صوت مصري إنحنى له نقاد الموسيقى؟ لمَ كل الإهتمام طالما آل الشيخ يُغرق الأموال على المنافسات الأخريات؟ طالما يدعم الميدان الكروي المصري بأبهى الأوراق الخضراء؟ هل تصبح ماهر أهم من مال تُشترى به أرقام وإحصائيات ومشاهدات ونجاحات مزيفة، وكل شيء؟

إذًا، علينا الصمت.. موقفٌ لنقابة الفنانين بلسان الرئيس هاني شاكر دون أن تعطي تصريحًا بَيِّنًا.. تشعرُ الفنانة المصرية مي كساب بالخذلان فتوّجه التحيّة لماهر، ولا يرفع الممثل عمرو واكد سقف الجرأة إلا بسؤال: “امال ماهر فين؟”

يمثّلُ كل باقٍ دورَه ويُتمتّم الحدثَ خوفًا من السمع، و”تويتة” برمزٍ تعبيري ساخر من حساب مُخترق لآمال ماهر تكفي لإطلاق صرخة..

تبتلعُ حيتانُ المال أفواهَ الفنانين، فيتجاهلُ كل منهم مصيرَ فنانٍ مصري برعبٍ من نقصِ التمويل..

يتحدّث الإعلام اللبناني عن رهبة التعتيم، فيما تُرّخصُ الشاشات المصرية بصمتِها الكرامةَ حد الحضيض أمام تمثالٍ لأبو الهول فرّضَ إحترامَ التاريخ!

سكوتٌ أثقل من مؤامراتٍ خفيّة.. فيما يتسابقُ المجتمع الفني الباذخ على طعنِ المواطنة المصرية بالخنجرِ الرديء الأخير..

أسرةُ النجمة مُهددة بتوّعدٍ، فيما تبعدُ حسابات مزيفة على المنصات بوصلةَ الحقيقة بتغريدات تطمئنُ كذبًا ب “صفر متابعين”..

والمتابعة مستمرة لمسرحيةٍ تسمحُ للثري إختراق جدار الكرامات: فتُصفّق له الأيادي متلاعبًا بكرامة مواطنة مصريّة، ليُحدّد أسعار الأصوات ببورصة الدولارات -بتراخصٍ- أمام أحفاد خوفو وخفرع..

أليس الموت للجمهور أشرف من فضيحة كهذه؟!

عبدالله بلال بعلبكي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى