العرّاب الفني

حملة توعية حول سرطان الثدي تجول المناطق اللبنانية!

خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تسلّط حملات التوعية حول سرطان الثدي الضوء على أهمية الكشف المبكر عن المرض، من دون أن تولي اهتماماً كبيراً لما يفترض بالمريضة القيام به بعد أن تكتشف إصابتها بالسرطان أو تعرض لسبل الوقاية من السرطان.

انطلاقاً من الخبرة الشخصية التي عاشتها نينا أبي فاضل، مؤسِّسة شركة Eventa، مع سرطان الثدي وتأسيسها مبادرة “أنتِ الأقوى”، نظّمت Eventa ندوة صحية و4 لقاءات توعية في 4 مناطق مختلفة في المحافظات اللبنانية خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 27 تشرين الأول/أكتوبر. أتت هذه الحملة كجزء من مشروع Eventa الشامل للتوعية وبرنامجها الخاص بالصحة الجسدية والنفسية الذي ينجز بالتعاون مع شريكتها أليسون كروفت.

واستناداً إلى إيمان راسخ بضرورة استبدال الخوف بخيارات مدروسة وواعية تؤدي إلى تعزيز الصحة، سلّطت حملة التوعية الضوء على مختلف الخيارات الشاملة وروّجت للعلاجات المكمّلة التي من شأنها الإسهام في الحدّ من الآثار الجانبية للعلاجات التقليدية لسرطان الثدي وتعزيز التدابير التي تسهم في تعزيز فرص عدم معاودة المرض.

انطلقت حملة أنتِ الأقوى لهذا العام من مشاركتها في الحدث الذي نظمته وزارة الصحة ضمن فعاليات الحملة الوطنية لسرطان الثدي تحت عنوان “مشوار ما بينتسى” في حرش بيروت من 12 إلى 14 تشرين الأول، لتجول بعدها حملة أنتِ الأقوى على منطقة زحلة، صور، الشوف وطرابلس وتحلّ ضيفة على عدد من الجمعيات الأهلية الناشطة في المناطق.

تركز الحوار مع 750 مشاركة في لقاءات التشاور حول رسالة أساسية تمحورت حول العلاجات المكمّلة لسرطان الثدي، وحصلت المشاركات جميعهنّ على كتيّب شامل من 80 صفحة باللغتين العربية والإتكليزية حول العلاجات المكمّلة وطُلب منهنّ مشاركة المعلومات التي اكتسبنها مع نساء مصابات بسرطان الثدي في محيطهنّ.

أما المحطة الأخيرة من الحملة فكانت عبر ندوة صحية أقيمت في فندق لوغراي في بيروت. افتتحت الندوة بكلمة ترحيب ألقتها الشريكة المؤسسة لبرنامج الصحة والناس، أليسون كروفت، رحّبت فيها بالحضور الذي تخطى عدده المئة شخص وبالمضيفين، فعرّفت بمهمة برنامج الصحة والناس وشرحت مفهوم الندوة الصحية هذه. تلى ذلك كلمة للسيدة نينا أبي فاضل، تطرّقت فيها إلى مسيرتها الشخصية مع سرطان الثدي وخبرتها مع العلاجات المكمّلة، ما دفعها، وبصفتها مؤسسة شركة Eventa ومديرتها إلى إطلاق مبادرة “أنتِ الأقوى” وومن ثمّ تطوير هذه المبادرة والدخول في شراكة ضمن برنامج الصحة والناس.

خلال الندوة، تمّ طرح عشرة مواضيع، جميعها مرتبطة بسرطان الثدي، وبالعلاجات المكمّلة والصحة عموماً، نوقشت ضمن عشر مجموعات صغيرة توزّعت على عشر طاولات مختلفة، بحضور خبير يطرح سؤالاً أساسياً للنقاش.

وبدوره، ألقى طبيب الأورام د. فادي الكرك الكلمة الرئيسية في الندوة وتطرّق فيها إلى أهمية الكشف المبكر عن المرض وضرورة أن تؤدي المريضة دوراً فاعلاً في علاجها. وتولى المضيفون والخبراء، كلّ ضمن حلقة النقاش التي يديرها طرح الموضوع المحدد ومناقشته مع الحضور، ومن ثم المبادرة في نهاية الدورة الكاملة للمجموعات إلى عرض أبرز النتائج التي خلصوا إليها خلال مناقشاتهم مع المجموعات العشر.

تجدر الإشارة إلى أنّ أخصائيي وخبراء العلاجات الصحية المكمّلة الذين شاركوا في الندوة الصحية، كانوا: د. إدمون ابراهيم (أخصائي في الوخز بالإبر والطب الصيني التقليدي)، أنطوانيت زلزل (أخصائية في العلاج الطبيعي)، سارار معلوف ( مبادرة أنا المسؤولة عن علاجي)، دلال حرب (علاجات الفكر- الجسم)، د. نيكول بوخليل (العلاج بالزيوت العطرية)، ماغي ليشع (دولاب الصحة الجسدية والنفسية)، سلمى دياب (الساعة البيولوجية)، زينة درويش (تقنيات القلب والفكر)، ماريا فرح (الشبان والشابات المعرضون للإصابة بالمرض).

واعتبر المشاركون من مختلف الأعمار، بما في ذلك ممثلين رفيعي المستوى عن عدد من المنظمات النسائية والأخصائيين الطبيين، مستوى النقاشات الحاصلة والمعلومات المقدمة غاية في الأهمية وأعربوا عن تقديرهم واهتمامهم لاعتماد مقاربة تكاملية في علاج سرطان الثدي.

وقالت إحدى السيدات المشاركات التي شفيت منذ سنتين من السرطان: “يا ليتكم قمتم بهذه المبادرة منذ سنتين، إذ كان كلامكم ليؤثر إيجاباً في نمط تفكيري ولكانت هذه العلاجات المكمّلة لخفّفت من العوارض الجانبية التي عانيت منها خلال العلاج. من الرائع أن نعلم بأن مثل هذه الخيارات متاحة في لبنان”.

وأثنت شابة في السادسة والعشرين من عمرها، تمّ تشخيص إصابتها بالسرطان مؤخراً، على المقاربة وقالت: “أشعر بأنني قوية وأنا مقتنعة تماماً بأنه يمكن للعلاجات المكمّلة أن تساعدني أثناء علاجي، كما من شأنها أن تخفّف من احتمال معاودة المرض مع تقدمي في السن”.

أما دلال، التي خسرت والدتها مؤخراً جرّاء سرطان الثدي، فقالت: “أنا مسرورة جداً لأن الضوء يسلّط اليوم على أهمية معالجة مرضى السرطان على الأصعدة كافة، مع العناية بجسم المرأة ككلّ وصحتها العاطفية، ويسرني أن الأمور بدأت تأخذ منحى شخصياً وبُعداً إنسانياً في التعاطي مع المرض بدلاً من التركيز على علاج المرض فحسب”.

يأمل منظمو هذا الحدث أن ينتشر الوعي حول العلاجات المكمّلة وستتوفّر نسخة إلكترونية قابلة للتحميل من الدليل العملي للعلاجات المكمّلة باللغتين العربية والإنكليزية على موقع SohaWellNess.com.

تجدر الإشارة إلى أن مختلف النشاطات المرتبطة بهذه الحملة قُدِّمت مجاناً بدعم من جهات راعية رائدة وشركاء في الصحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى