العرّاب الفني

القضاء يعتدي على رولا يعقوب..كيف نواجه والدتها؟!

“المتّهم بريء حتى تثبت إدانته ” نعم هو كذلك وهذا ما تعوّدنا عليه. لكن أن يتحوّل لـ “المجرم بريء حتى عندما تثبت إدانته” فذلك ليس العدل الذي يقوم على أساسه القضاء.

خمس سنوات كانت كفيلة بتحويل “ذكر” سرق حياة عائلة بأكملها، لبريء وكأنّ شيئاً لم يكُن. ففي عام 2013 خطف الأب “كرم البازي “حياة زوجته “رولا يعقوب” على مسمع أطفالها بعدما عنّفها بأبشع الطّرق.

قاضيان من أصل ثلاثة في محكمة الجنايات ارتأيا أنّ الأدلّة التي قدّمها الإدّعاء غير كافية لإدانة الزّوج بقتل رولا. إفادة السّيدة التي حضرت في مساء الحادثة إلى منزل الضّحية حيث اختلت بإبنة الأخيرة وأخبرتها بأنّ والدها ضربها وأمّها وهدّدها بالقتل إذا أخبرت ما جرى، لا تدلّ على شخص لا يستحقّ صفة إنسان بنظر القاضيين.

شهادة الجار الّذي سمع صراخاً آتياً من منزل الضّحيّة قبل حوالي نصف ساعة من الحادثة، إضافة إلى تحوّل الزوج لمحقّق، حيث كان الجار يسمع سؤالاً يتبعه ضرباً، ذلك أيضاً لا يدلّ على مرضٍ نفسيّ يعاني منه الزّوج جعله يتخايل نفسه المحقّق كونان في تلك اللحظات.

العنف المتكرّر الواضح في ملف القضيّة والذي كانت معالمه لا تزال ظاهرة على جثّة رولا لا يعني بأنّها عاشت، عند التقاطها لأنفاسها الأخيرة ، لحظات لا تمرّ إلا على سجينٍ أو أسير أو إنسانٍ ابتلي بمن يرى في اعتدائه على إمرأة إثباتٌ لرجوليّته المصطنعة. هذا أيضاً ليس بدليلًا على قتله لها فقط، بل لأطفالها الذين كانوا شهوداً على ما جرى.

هكذا حكم يجعلك تتساءل كثيراً: كيف استطاع قاضيان مخوّلان استرداد حقوق الناس من إصدار قرار كهذا؟ كيف نظرا إلى عيني والدة رولا أثناء نطقهم الحكم “بإسم الشّعب اللبناني”؟ كيف سيواجهان والدتاهما بهذا الحكم المهين لكل إمرأة؟ كيف سيدافعان عن ابنتيهما في حال حصل معهما يوماً ما حدث لرولا ؟ كيف يطلق سراح من قتل رولا ليعود لحياته الطبيعيّة، في حين أنّ والدتها انقلبت حياتها رأساً على عقب منذ ذاك اليوم ؟ كيف يحدث كل ذلك بحقّ السماء؟

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى