العرّاب الفنيشاشة

أمل عرفة: واحدة بخمسٍ.. الموهبةُ تتكلّمُ!

هي واحدة بخمسٍ، لكنها ليست وحيدة على الشاشة، ولم تكن كذلك منذ نعومة أظافرها: يأتيك إسم النجمة السورية أمل عرفة على غفلةٍ في عملٍ يثيرُ الدهشةَ التلفزيونية بأنامل منمّقة.

“سايكو” مسلسلٌ تحوّل لمادةٍ إخبارية على مدى مواسم كاملة: لم يُولد نتاج المعارك والمحاربات، وإنتُظرت وفاته ولم تُعلن -ولَنْ- بخلاصٍ من قناة “لنا” السوريّة التي دخلت مؤخرًا معتركَ المحطات التلفزيونيّة.

يعرض “سايكو” حاليًا على القناة السورية خارج المنافسات الناريّة والأرقام المتقلّبة، وبثوبٍ خالٍ من التحدي على مقياس بطلته التي تُبهر أيضًا دون منافس أو مكمّل على تساوٍ!

بسابقةٍ لها كممثلة ماهرة وكاتبة أكثر من جيّدة، تطّل عرفة على جمهورها بخمس شخصيات بأنماطٍ متناقضةٍ تدور حولّهن قصة كوميديّة. لا تغلب الكوميديا ولا “افيهات” الشارع، هناك أيضًا النفس المحطّمة وأحزان وسخريات دون إصرارٍ على التراجيديا المُقيتة.

بأداءٍ متمرّس، تُغنيك النجمة السورية عن إقناعات حاسة النظر ورؤاها، لتسرد بخيالٍ نحو معايشة الشخصيات بظروفها وتركيباتها النفسيّة بتفرّقٍ دون إجماع.

إذًا، هي بصمة واحدة على أكثر من قارىءٍ.. وعبرها، لم تحتاج عرفة الإستعانةَ بممثلة بحجم “شكران مرتجى” من أجل “دنيا” آخر يتأرجح بين مراتبٍ أولى، ولا لتصوير عشتار في عاصمة الإنتاج “بيروت” مع كافة الإمكانيات، ولا لثوب “رفة عين” المُستحدث على جسد الموهبة المَحبوبة.
أجادت بطلة “سايكو” تمرير الكرة لوحدها على ساحةٍ عشبيّة بجودةٍ لا بأس بها، وبها كانت الحارس والمدافع والمهاجم لحصدِ الهدف!

وتبعًا للمهارة، يُحقق هدفًا جديدًا لمسيرةِ نجمة أدخلت الرأي العام مُهاترات المجادلات: هل تحتّل عرفة الصدارة وتنفرد بنوعيّة أعمالها؟ أو أنها في تراجعٍ عندما تكتبُ؟!
ولربما، لم يعُد ل”أمل” أي أمل أو رغبة في فتح لعبة المنتجين ولا ختام مرحلة الأرقام.. فلمرتبة موهبتها وخانة الجماهيريّة نكهة أعمق لا تُوجد بوفرةٍ في الأسواق!
وللجمهور كل التوثيق!..

عبدالله بلال بعلبكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى