العرّاب الفنيمشاهير العرب

عذرًا “أصالة”.. لكِ كل الإحترام! 

كنتُ على وشك كتابة المقال، فأوقفتني أصالة.. بدأت أرتّبُ جملي وأُنشأ تعابيري، فجاءَ ردها الخلوق مفاجئًا يقلُبُ كلّ الخطة رأسًا على عقب.

عبر حسابها على “تويتر”، وجهّت النجمة السورية أصالة نصري ردًا لطيفًا على الإتهامات، التي رافقتها منذ بداية أزمة النجمة المصرية آمال ماهر.

بعضٌ منا يخطىء بتقدير المواقف، فيضحو عاطفيًا أكثر عند لحظةٍ تتطلّب برمجةَ عقلٍ ولو بطيئة.. لا يحجّمك الإعتذار فهو غالبًا من الشيّم الإنسانيّة النبيلة..

حسنًا، كنت ممن شكك بنيّة صاحبة أغنية “الحقيقة” بعدما شُلّحت ماهر كافة حقوقها -بأسبابٍ مجهولةٍ- وسُرّبت بعد ذلك.. لكنها في ردٍ على مقطع ضجّت به وسائل التواصل، أظهرت روحيّة جَليلة تُدفعني لفعلِ الإعتذار من شخصها، ومن إسمها، ومن مسيرتها الفنيّة المُشرّفة!

عذرًا، لم أكن أتوقع تلك التغريدة اللبِقة: “غناء آمال ماهر للأغنية يُفعمها جمالًا ونجاحًا متزايدًا” ولا توصيفك إياها- أي ماهر- بالنجمة الموهوبة والعزيزة.. كان بإمكانك تجاهل التسريب ببساطةٍ، والإكتفاء بنجاح الأغنية بوصولها لملايين المشاهدين غير إثناء النقاد، لكنك فضّلت أن تعلنيها بكلِ شفافية بيضاء: “لست هنا لأسرق مكان أحد، فلي مكانتي وللنجمة المصرية مكانتها وكفى!”

على غرار ذلك، تُثبت فنانة سوريا مدى إنعكاس تصالحها حتّى على أوهنِ الحروف.. ممّا يؤكد أنها عندما تمّنت لآمال ماهر الخير كلّ لحظةٍ -بتغريدةٍ سابقةٍ أثارت الجدل- كانت تقصدُها ولم تتقصّدْ سخريةً من أوضاعها الحَرجة.
حُكمًا، لا يبدو هذا منطقًا لإنسانة قد تعرّضت للتنكيل والتهجّم الشخصي ولأبشع الإهانات اللفظيّة غير التهديدات المُتعاقبة بسبب رأي سياسي!

لمرةٍ أخرى، تترجّمُ نصري لغةَ الشعارات اللفظية بواقع المُمارسة والتنفيذ.. هي ليست منظّرة فحسب، بل مطبّقة ومنفّذة لأغلب قواعد القيّم التي تتبناها..
حتّى إن أبعدَت نفسها عن التدخُل في أزمات زملائها -على زمنٍ من الصراعات- فهذا لم يمنعها من توجيه التحيّة لكل صوتٍ آسرٍ -عوضًا عن المحاربة- بذهنٍ يرتقي ب “صولا” في سلّم أخلاقياتها، أبعدَتُه هي بقناعةِ سنين الخُبرات عن الجحود والشماتة وآثارهما السوداء..

فالفنانُ أخلاقٌ قبل الصوت، وهي تملكُ الإثنين!

عبدالله بلال بعلبكي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى