العرّاب الفنيشاشة

“لبنان.. الزمان الجميل”.. الجزءُ الجميل من الصورة المُمزّقة! 

“لم لا نتمثّل بعنصريّة المصريين في توجيه التحيّات لأعمدة فنونهم عند كل مصادفة؟” سؤالٌ طرحه المايسترو “أندريه الحاج” في لقاءٍ لافتٍ للسمع مع الإعلامي شادي ريشا على قناة تلفزيون لبنان “TL” مساء السبت!

لا نرمي كل التهم على المؤسسات الرسميّة المعنيّة، فهي حتى الجذور تُرسّخ بأسوأ وصف للفساد قبل الفن، هناك مواطن يُحتضر من الفقر والذّل وقلّة الأمل.. لكن حتّى للمشاركات الفرديّة فاعليّة حياة في وجه حاضرِ لوطنٍ يُقتل كل يوم.

من الأجزاء الجميلة للصورة المُمزّقة، يُقدّم الحاج -بالإضافة إلى موهوبين من ميادين موسيقيّة مُختلفة- التحيّة لأسماء أنشأت نهضةً فنيةً عامرةً في بلدِ “اللا إنجاز”.
من الكبير وديع الصافي إلى الأخوين الرحباني مرورًا بوليد غليمة وزكي ناصيف وفيلمون وهبي، يُمدّك قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية بطاقةِ حنينٍ نحو الماضي الجميل، مُبعدًا -ولو لدقائق- حاضر لأعمالٍ فنية تنزلقُ نحو الحضيض!

من ناحيته، لا ينتظر “المايسترو” أملًا بأسماء فنية حاليّة خاضت الغمار الموسيقي، بأغانٍ لا تتطلّب إندماجًا موسيقيًا أو حالةً من الإنسجام السمعي.إمتدادُ التكريم، أو توجيه التحية- واردٌ حتى عقود من المستقبل.. والأقربُ موعدًا: في 6 نوفمبر وفي القاهرة تحديدًا على دارٍ شهيرٍ للأوبرا المصرية.!

لبنان ليس وطنًا للنفايات ولا حقلًا لأطماع ساسته، هناك أيضًا أمسية تحت عنوان “لبنان… الزمان الجميل” ستعيد الأنظار إلى حقيقة الكيان.
بمشاركة الفنانة كارلا رميا، وعازف الكمان أندريه سويد، وعازف الإيقاع علي الخطيب، سيقف “المايسترو” أمام جمهور مصري غفير بلفتةٍ نحو “العمالقة” قد يلفح هواءها الحضور برائحة صباح وزمانها المُرافق، رافضًا التمثيل بفتيات لبنانيات سُوّقت بمعايير السوق التجاري على “افيشات” أفلامهم!

جميلةٌ هي الدعوى التي تُغنيها الأنامل الموهوبة لمشاركة أعراس موسيقية أصيلة تعود بذاكرة المستمع إلى الفترات المُشرقة.. كل التحيّة لها، وللفن الرصين الذي لم يُورث كالسياسة وغيرها من الشُبهات!

عبدالله بلال بعلبكي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى