العرّاب الفنيمشاهير العرب

ما مصير هويدا إبنة صباح؟!

تعتكف ألسنة السياسيين عن الكلام، وتدريجيًا تتخافت معها أصوات الرأي العام المُتابع.. لو أننا نتناول موضوعًا سياسيًا على دائرة النقاش، لعجزنا عن الإستماع لصوتٍ وسط ضجيج ثرثرتهم.. عند الإنسانيّة وأزماتها المُتلاحقة، يهرب الجميع من خوف المساءلة!

“صباح” أو “شحرورة الوادي” أو “الأسطورة” ألقاب عديدة لفنانة أدخلت “العز” إلى المعاجم اللبنانيّة المشوّهة، في زمن الذّل والعهر السياسي..

في “عزّها” تسابقوا آل “السياسة” إلى تقبيل رجليها -وبعضهم شرب الخمر من “سكربينتها”- وعندما كبرت، رُميت في فندق متواضع رفقة صديق، لتعتاش على بعض المساعدات وما تبقّى من المدخّرات الضئيلة.

وفصولُ القصة الأليمة تمتد مع العمالقة: تمر إبنة صباح “هويدا” اليوم كضحيّة آخر فواصل حصال المعادلات السياسيّة الوضيعة، وبحياء معدومٍ عند المسؤولين و”المطبّلين” كذلك.

نعم، لا يهمهم إختفاء إبنة فنانة عملاقة بقدر الحصول على نسبة عالية من التحاصص، ولا سُمعة دولة لا تقدّر الكبار بقدر كسب أكبر عدد من الحقائب الوزارية..
ليس جديدًا على أفراد إعتادوا الإستغلال.. وليوم آخر نعيش نكبة حقيقية على صعيد السُمعة والتاريخ والمستقبل كذلك!

“هويدا منسي” -إبنة الشحرورة “صباح” والملحن المصري “أنور منسي”- تشكلُ مزيجًا ثقافيًا هامًا يحصّن حضارة أي دولة تحترم نفسها بمعايير إنسانية، قبل القوانين ومُلزماتها.
بالأمس، خرج أحدهم ليشتم مصر متناسيًا كمية الأسباب المُقنعة والهائلة التي قد تدفع العربي الآخر للسخريّة منّا! هي عادةٌ وقحةٌ لأشباه رجال بوطنٍ مفرّغٍ من أدنى الأوجه الحضاريّة..

غابت “هويدا” عن الأنظار ولم يكلّف أحدهم طرح علامة تعجب أو إستفهام..
منذ فترة، تعالت نداءات “جانو فغالي” إبنة أخت صباح ومقربين من العائلة: إختفت هويدا دون سابق إنذار في الولايات المتحدة الأميركيّة، بعدما يأست من قرارِ بقاءٍ كانت قد إتّخذته في وطنها “لبنان”!

“أرجعت إبنة الشحرورة لتتعاطى المخدرات لتناسي الوجع الروحي؟” يسأل أحدهم والإجابات ما زالت مُحيّرة..
الأهم، أنّ لا أحد يطمئن ولا أحد يتابع..

لم تمت صباح بفناء جسدها، فالسائحون يأتون من أجل إرثها، لا من أجل نُفايات دميمة بسبب ساسة لِصّة- ينهبون أموالهم المودعة، ليضخّموا بها حجم الفساد والسرقات العامة!

“أين هي؟” “هل هي بخير؟” يكفي الحصول على مؤشر.. حتى هذا يبدو مستحيلًا! فأجنداتهم ممتلئة بتشكيلات حكوميّة مقززة، وبتقاسمات لثرواتٍ معدومة..

تصيبهم لعنةُ المواطن من كلّ مرآة؛ لنقلب سويًا صفحةً سوداء لكتابِ تاريخٍ خاوٍ من أي كلمة بيضاء!

عبدالله بلال بعلبكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى