العرّاب الفنيشاشة

إبتسامةُ دريد لحام مع أمل عرفة.. “في أمل”  – فيديو

تقف مُجلّلًا لحظات نادرة أمام لقطات تلفزيونيّة آسرة، أمامك على بضعة أقدام من الشاشة اللمسيّة، قامة لا تعطيها الكلمات حقًا.. هو أيقونة للدراما السورية لكن أيضًا للكوميديا الساخرة دون إسفاف.. وللمسرح حيث صرخة وجرأة ورفض للخضوع: إنّه دريد لحام!

هو “غوار الطوشة”، لكنه على عكس من تعظّمه صحافة اليوم، لم تحدّد له الشخصيّة إطارًا مقتضبًا.. تفوّق هو في رحلة هادئة المعالم.. بتعاطفٍ مع أكثر الأفراد تجريدًا من شروط الحياة، لم ترّفعه أناه العليا عن حمل قضايا المجتمع على أكتافه، طوال المشوار..

هو الكبيرُ بتواضعه أمام أقزام يتسارعون نحو سرقة الألقاب.. تحيط به القلوب، ولا تمجّده إلا الذاكرة الطويلة، فهو ممن تبقّى في زمن الفناء.

تحاوره الممثلة السورية “أمل عرفة” عبر شاشة “لنا” بمهمةٍ أخلاقيّةٍ أمام واجبِ التقدير.. يبدو أبسط وأكثر قربًا إلى المتابعين حتّى من أدواره المجسّدة.. يرد على الأسئلة بحنانِ أبٍ، لكن بنصيحة صديق لا يشعرك بفارقٍ.. لا تكفي ساعةٌ ونيّف للخوض في فصول مسيرة زاخمة، لكنك تجده بارعًا عندما يمرر لك التجارب بسلاسةٍ، ليزيل فاصل الشاشة بينه وبين كلّ من شاهد..

كعادتها، تسهّل عرفة عليك مهمة المشاهدة، فحواراتها تبدو أقرب لحلقاتٍ شيّقة من مسلسلاتها المُحبّبة، من نمطيّة البرامج الجديّة..
لا تخفّض من المستوى الإعلامي.. يعطيها القدير لحام إضافةً بمجرد قبول الدعوة، فكيف بحلوله كضيف يتيح أمامها هامشًا واسعًا نحو الصراحة المُطلقة؟!

كعادته، لا يفرّحك بمهارةٍ، بل يبكيك أيضًا بذات اللمسة الإنسانية الشفافة.. تهطل دموعٌ على وجه أمل، ككل أمل عربي تهمّش أمام الإنكسار والتحطّم بأيادٍ تُشبهنا، يأتيك وقار لحام ليبرز الشموخ المرافق لكل إنجازات الأمس، أمام إنهيارات اليوم..

إبتسامته وملامح الحبّ تكفيان للقول: “نعم، في أمل..”

عبدالله بعلبكي

https://www.youtube.com/watch?v=zLTWQuY_oaQ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى