العرّاب الفني

نجوى كرم ليست شمس الأغنية اللبنانية

تغمرك بتواضعٍ آسرٍ.. رغم كونها صاحبة الرصيد الأكبر، تفضّل عدم الترّفع عن الآخرين، بل وتجيّر دعمًا بارزًا -بنفسيّة لا تفقه مفاهيم الحسد- حيث توّجه التحيّات وسلسلة المباركات عند أي مناسبة، حتّى عند عدمها!..

هي إبنة للكرم: نجوى.. وهي إبنة لعاصمة البقاع، زحلة.. تمدّك بالشيّم، ولا تترّفع عن القيّم الأصيلة.. رغم الثراء والإنجازات والنجاحات الساحقة، تجدها ببساطةٍ لافتة، لا تتكلّف بالممارسات اليوميّة..

لا تبعد عن المألوف كثيرًا، لذا تلحظ تمسكها بالأصول العربيّة، حتّى بتداولها القليل من اللهجات الأجنبية، رغم ثقافتها.

لأولوياتها نقاط تفصيليّة أهم، لا تفهمها معظم نجمات اليوم..

تواكب الزمن المتغيّر بإسم لا يتغير.. من جيل إلى آخر، تفعم نفسها بالتجدّد.. لا توقفها الإنتقادات، ما دامj الناس تحبّ ما تقدّم: “ياهو” آخر الإصدارات، أغنية حققت نجاحًا ملموسًا رغم إنتقاد صابَ طبقةَ الصوت، وحلّة الأداء، غير الإضافات المرئيّة المزعجة.. والنتيجة: أن الناس استمعت إليها مرة ومرتين، وملايين المشاهدات والإعجابات تلخّص كل الكلام!

على غرار التميّز الفني، تجدها بارعة فيما تقدّمه من مضمون تواصلي.. تحبّ لهجتها “العاميّة” بحروف أجنبيّة -لا تفعلها غيرها من الفنانات- لتحاكي لسان الشارع اللبناني، في تواصله عبر المنصات الإجتماعيّة.. هي قريبة من المشاهد.. لا تشعره بفاصل بينهما، تكسر المسافات، ولديها حنكة فطريّة في كيفية الوصول..

تحبّ نجوى كرم فكرة التواصل، فتتابع معجبيها عبر وسائلها.. لا تكتفي بالإعجاب، بل تعلّق غالبًا بطرافةٍ، ترّفه بها النفس عن هموم الحياة.. حروفها مُحاطة بالمحبة.. لا تميل إنسانيًا إلى المبالغة، فهي تعي كيفيّة المحافظة جيدًا على صورتها الفنيّة..

ليست “شمس الغنية اللبنانيّة”، بل هي نجوى كرم.. إسمها أهم.. يعرّف عنها في المحافل الكبرى..

قل لهم هذا الإسم لمرّة، وإكتفي الشرحَ: ففي فحوى الإسم والكنيّة، فن رصين وصوت قدّم مسيرة شامخة، ولبنان مرفوع الرأس برموز فاتنة..

عبدالله بعلبكي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى