العرّاب الفني

باسم مغنية يتفوّق على نفسه وهكذا تفاعل معه الجمهور في ثورة الفلاحين!

عندما أشاد الجمهور والنّقّاد بدور باسم مغنية في مسلسل “تانغو” الذي عُرِضَ في رمضان الماضي، كان كل التوقّع والتّخيّل أنّ موهبته قد تفوّقت على نفسها، قدّمت كلّ ما في جعبتها، ورمت بجميع أوراقها الإبداعيّة بين أيدي المشاهدين.

لكن يبدو أنّ ذلك لم يرُقْ لباسم أبداً، فقرّر أن يرفع سقف المنافسة كثيراً عندما وافق على شخصيّة “رامح” في مسلسل “ثورة الفلاحين”.

لم يوافق باسم بأنّ شخصيّة “سامي”، الواعية حتى حين تعرّضت للخيانة، هي قمّة الإبداع لديه.

بدا له أنّ من يقول ذلك يتّهمه بالوصول إلى نهاية مسيرته الفنيّة ويطلب منه إعلان إعتزاله .

إنتفض باسم على المديح واعتبره تجميداً لموهبته واتّخذ قرارا بالإنتقال من قمّة الخير إلى أقصى الشرّ مؤدّياً دور “رامح”.

ففي وقت يتمرد فيه النّاس على الإقطاع ويثورون على العبوديّة، سيتواجد في طرف الحكّام أكثر الأشخاص شرّاً حيث يفتقد لأدنى معايير الإنسانيّة .

أخذ باسم مسؤوليّة تبنّي هذا الدور على عاتقه، قدّم الشّخصيّة ببراعة من جميع جوانبها، جعل المشاهد يكرهه على جشعه ونظرات الحقد والكره التي تغزو عينيه.

من ناحية أخرى، دفع المشاهد أن يُشيد بموهبته وقدراته التّمثيليّة التي أعطت الشخصيّة حقّها ووصلت إليه فجاءت ردّة الفعل قويّة كعنف الشّخصيّة.

ليس من السّهل أن يُقنعك ممثّلٌ ما بشخصيّة الشّر والخير على حدٍّ سواء، كما أنّه ليس من العاديّ في زمن عمليّات التّجميل وممثلي الإستظهار، أن يزرع فنّان صورة عنه في ذهن الجمهور بأنّ جميع الأدوار تليق به، بدون أي مواد حافظة وبجهد شخصيّ وهذا ما يُشهد لباسم مغنية به.

مريانا سويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى