العرّاب الفنيشاشة

في بيت الكل : عادل كرم ليس مقدّم برامج ولكن!

في بيت الكل : عادل كرم ليس مقدّم برامج ولكن! – العرّاب

ليس جديداً أن يمتهن أهل الفنّ مجال تقديم البرامج، طالما يبدو لك مجالاً واسعاً واحداً مهما تشعّبت أبوابه.

إذاً تتعدّد الوجوه المألوفة والمثيرة لاستلطافك، وتبقى المراهنة قيد التجربة على من يخطف منك بعض أنفاسك، ويُبقيكَ كمشاهدٍ على عتبةِ إنبهار -يقودك إليها عادل كرم- بخُطى الواثق المُتأنّي.

بعد انطلاقةٍ تنكّهت بطعمٍ مُختلف، أثمرَ نجاحاً صاعقاً في عالم برامج الحوار لمواسمٍ خمس متتالية حيث “هيدا حكي” كان غير كلّ الحكي.

يستكمل عادل كرم مسيرته بعيداً عن فخِّ الملل وتكرار الذّات، في محاولات تعديل الفقرات وتجديد المضمون..

“بيت الكلّ” هو بيت القصيد هذه المرّة.

إنّما مفارقةُ الذّكاء والتّوقيت لعبت الدور الأبرز. وتمّمت التفاصيل ما تبقّى من مؤثّرات الديكور والإضاءة، وفكرة المنزل المُستحدث في قلب أستديو ال mtv.

إلى جانب التطوير الذي طاول الفرقة الموسيقيّة أيضاً.

ما يشدّك إلى بيت الكل ليس التغيير الحاصل، ولا حتّى الجهود المبذولة في الإنتاج والتقنيات الحديثة المستخدمة. إنّما دفئ البيت وكرم المُضيف.

عادل كرم ليس مقدّم برامج ولا يحتاج لبعض مواصفات غمار المهنة، بل هوَ نفسُه عادل الذي لا تزيده الإضافات نجاحاً، بل عن حقّ تطغى حرفيّتُه والكاريزما الجاذبة فوق كلّ شيء.

في كلّ حلقة، زيارة يَدّقُ بابه ضيوفٌ من المستوى الرّفيع، فعلاً يبدو هذا بيت الكبار الذين يأخذونك لجولة في ذكرياتهم..

يقفون فيها مع محطّات الزّمن، وتقف فيها كمشاهدٍ حائراً.. تراودكَ رغبةٌ بالدخول خلسةً إلى تلك الجلسة لتكسبَ بعضاً من حلاوتها!

تتساءلُ ماذا يُخفي عادل لضيوفه بعد؟ وما الذي بقيَ غامضاً عن متناول الأعين؟!

هل يُلطّف حدّة موقفٍ ما بمشاكسة عبّاس جعفر أم يحاول إخفاق الملل كعادته بالتّنكيت على أديل وشادي!

لربّما السرّ على أهميّته بمنتهى البساطة تدرِكُه فقط حين تقرأ مهنيّةً عنوانها كُن على طبيعتك! مُتّقد البراعة، مُردّداً “البيت بيتكن..ما هيدا بيت الكلّ”!

على غرار كلّ إطلالاته يبدو كرم ضاحكاً ساخراً، مجبولاً بحبِّ العطاء مُتأنّقاً بابتسامته الساحرة.

هو القريب كلّ القرب من النّاس، والنّاقد اللّاذع لكلّ ما يسبّب وجعهم.. إنّها الموهبة التي تخلق من الابتسامة علاجاً مُسكنّاً.

بعيداً عن الكلفة والتزيّف يتناول الحوار، فتراه يحاول الترّسم قليلاً كما يُقتضى على المضيف.

وفجأةً ينقلب على نفسه ويكمل محادثته ب “خوشبوشيّة” تامّة مع ضيفه.

ليُخرج منه ما استطاع من مواقف طريفة واعترافات تنتهي غالبيّتها بضحكاتٍ تملأ القلوب.

جرأته ليست بمفاجئة، فهو السبّاق الحذر في خياراته  كممثّلٍ  تحديداً تلك التي تأتي لتُحدِث ضجّة قلَّ مُرتكبوها!

حينَ يتمّ ترشيح فيلمك للأوسكار لست منَ يبحثُ عن مزيدٍ من الشهرة والألقاب!!

خلافاً للصورة النمطيّة السائدة أنّ الإنسان يُبدع في مجاله وتخصّصه.

يُحدِثُ كرم تغييراً في المعادلة. يتفوّق على نفسه، وكأنّه يُبعثُ من جديد.

فمن قال أنّ الممثّل لا يمكنه أن يكون إعلاميّاً؟ هذا ما أخبرته التجربة وكفيلةٌ بإثباته الأيّام.

إليسار جابر

 

إقرأ أيضًا: ناصر القصبي اعتزل الفن نهائيًا.. من المسؤول عن هذا الموضوع؟

بيت الكل – عادل كرم – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى