العرّاب الفنيمشاهير العرب

أمل حمادة رحيلٌ صادم لفَّ الضحكات: ذهبَ الأملُ منّا وغادرتنا تلك الثّقة الحاسمة!

تلك الضحكات النابعة من صميم القلوب صمتت وإلى الأبد. إنّها أمل حمادة !

ذهبَ الأملُ منّا وغادرتنا تلك الثّقة الحاسمة، رحَلت الأمل الفاقدة لمفهوم الرجولة.

خَفتَ سواد العيون صارخاً على جميع جبهات التواصل “مدام انقرضوا الرّجال” في ذمّة اللّه.

وسطَ ضجّة خبرٍ مشؤوم تجدُ نفسكَ ضائعاً، كيفَ لتصدِّقَ أنّ ذلكَ الصّوت العالي المتفاخر سكتَ وللأبد.

واحدٌ وأربعون عاماً ليس عمراً يُرحّبُ بالموت. ربّما يكونُ عمر الذّروة والكثير الذي لم يأتِ بعد.

“مين ماخدة”، “خالصة”، “ورتاني عن بيّك”، “إنتي مين”، “خلّصت منّا أنا”، “مش لابقلك السيلفي”، ” خفّفي حبيبتي”، ” شو في؟”

وكثير من العبارات وعلامات الاستفهام الساخرة، طرحتها أمل حمادة لتطال كلّ المشاهير وبالأحرى روّاد الوسط الفنّي.

حتّى قالوا بأنّ أحداً لم “يزمط من لسانها”!

هي التي خلقت من نفسها حالةً قلّ نظيرُها!

لم تكن أمل مشهورةً، إلّا أنّ الصدفة وضعتها على مائدة الشهرة.

قليلةٌ تلك الصفات التي تجعلكَ تبرُق ذكراً في مسامع الناس، وأمل امتلكها كلّها.

بنظرةِ الواثقة تُصيبُ هدفها في كلّ إطلالة، فصاحةُ لسانها وتعابيرها مُضحكةٌ مُبكية.

تضع ملحاً على جراحِ مجتمّعٍ يهوى التّنظير، يعيشُ على ملئِ ثغرات بريستيجه المُزيّف، حيث لفت الأنظار هو جُلّ ما يُجيد.

ترى أنّك تصمُت وتمسِك هاتفكَ بلهفة المتشتّت، تكذّبُ صدمة الخبر وتارةً تحرّك الصمت كي يصرخ هل فعلاً هذا ما حصل؟!

كيف ستمرّ شرطة المشاهير من دون فيديوهات أمل حمّادة؟ومن سوف ينتقد آخرَ صيحات الموضة، وإطلالات النجمات وأبرز الأعمال الفنيّة؟

تحاول إغلاق عينيك فتمرّ أمامك لقطات صوريّة. ومشاهد الفيديو الكثيرة التي حفظتها عن ظهر قلب.

وأسئلتها التي لا تنتهي-تلك الأسئلة التي لم يتجرّأ أن يسألها أحد-وهي فقط لسان حال كلّ من عايش هذا الواقع المُزري بكافّة تفاصيله.

تجمّدت مباسمنا الساخرة على وقعِ غيابها الخاطف. مَن أضحكتنا ضحكةَ القلوب وأدمعت عيوننا لشدَّة صواب ما تقوله، سكتت لمرّةٍ أخيرة.

كيف للضحكة أن تبقى وتستريح على شفاهنا بعد غيابك؟ أيُّ ضحكةٍ اليوم هي خائنة  أمام سخريّة القدر، وأمام غيابٍ احتضنتهُ سيّارة اسعاف ودّعت من أجادت صنع ضحكاتنا!!

أمل حمّادة رحمك الله يا بسمة القلب الغائبة!

أليسار جابر

إقرأ أيضًاغافين فورد gavin ford البريطاني هكذا قُتل في لبنان.. إليكم التفاصيل!‎

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى