العرّاب الفني

شهيا كفراق لـ احلام مستغانمي: كيف كان حكم الجمهور؟

فراق الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي عن قرائها لسنوات، لم يكن شهيًا كعنوان روايتها الأخيرة..

لكنه أحدث لذةً في إنتظار عودتها، وطعّمًا مغايرًا لذوقٍ مخمّلي، لطالما أغنته حروفها عبر مسيرتها..

هي إبنة لوطن قدّم مليون شهيد، وأحلام مستغانمي بفخرٍ مُسّجلٍ للتاريخ، عبر الخارطة العربيّة..

” شهيا كفراق “، رواية أخرى لكاتبة، أحاطتها معالم الإبداع من كل عيّنٍ، وعبر كل حاسة!

لا تتقّن مستغانمي التشابيه الأدبية، ولا الإستعارات المتأنّقة فحسب، بل تمتهن تجددًا دائمًا في كتابةٍ لقلمٍ مسؤولٍ حيّال القضايا الأدبية، وحيّال التغيّرات المتشعّبة في عقر دار القيّم، داخل مجتمعاتها العربية..

تمتاز مستغانمي بسحرٍ يسير معك كلّما سارت عينيك مع حروف كلماتها..

لا تخرج من شخصيتك حتمًا، بل من وجودك الكلّي، نحو عالم مجسّد بشخصيات من كرتون العاطفة..

غالبًا، ما ينطق الروائي الجمل التي حاصرتَها بكبتٍ أرعبته التقاليد المضطهدة، وسلسلة متناقضة من العادات المتجذّرة..

“أحلام” بأحلامٍ راسيّةٍ، تحطّم جدار الكبت المعظّم، ولا تكتفي بملامسة حدود الجمل تلك، ولا حتّى بتضمين الهدفيّة خلف الكلمات..

لها من الجرأة، ما يكفي سيّدة لمحاربة العالم!

لم تبتعد ” شهيا كفراق ” عن سلسلة تصميمات مستغانمي، بل اُستوحت منهم..

هي من طينة مدرستها التقليديّة في السرد الروائي.. ثمّة ذكريات مختارة من سيرتها الذاتيّة، جُمعت لتجاور قصةً لرجلٍ معجونة بالوجع الروحي، لن يحبّ سوى كلمات تنطقها بطلته..

لا تجد الروائية الجزائرية حرجًا في إثارة الجدل.. يعاونها جمال أدبياتها، لإصلاح ما أخدشت به من “حياءٍ”، لرجال المجتمع والسلطة!

تكتب بقلمٍ لا تقيّمه “ماركة” من النّخب، بل حبرٌ من جلّ الألم..

تعود مستغانمي من جديد، لتتصدّر المبيعات العربيّة بأجملها.. فالقارىء العربي ما زال يحترم التصنيفات، ولا يمزج الخانات بتفرّعاتها، تحت حجة الإنفتاح على اللغات الأجنبية..

اللغة العربية أولًا، وأحلام مستغانمي أولى كروائية عربيّة، لن يُسمح بتشليحها الرصيد.. قرار أصدره الجمهور عبر محكمة الأدب، مرة أخرى عبر روايّة “شهيًا كفراق”!

عبدالله بعلبكي

إقرأ أيضًا: ناصر القصبي اعتزل الفن نهائيًا.. من المسؤول عن هذا الموضوع؟

إقرأ أيضًا: ما فعله جمهور نجوى كرم لا يصدّق..إليكم التفاصيل – صور

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى