العرّاب الفنيمشاهير العرب

نادين الراسي الغائبة الحاضرة.. كيف إشتاقت لها الشاشة الكبيرة؟

إشتقنا للممثلة اللبنانية نادين الراسي عبر الشاشة  المجسّمة، ولم نعد نشتاق لها عبر الهاتف المزيّف، بوسائل تواصله المزدحمة..

لم نعد نتوق لها عبر تغريدة، ولا عبر إضافة إلكترونيّة، بل عبر عمل درامي رافق إنطباعاتنا وإعجاباتنا، غير ضحكاتنا ودمعاتنا، اللواتي أُخرجن بسهولةٍ، عبر موهبتها الفذّة..

هي “نادين” التي عشقتها القلوب في “غنوجة بيا”، لتنطلق بعد تجارب، ختّمتها بطابع النجاح..

لم تعد نادين الراسي ممثلة تقليديّة بعد ٢٠٠٦، بل الإسم الذي ساهم في رفع مستوى الدراما اللبنانيّة، وإثقالها بالأعمال الجيّدة والهادفة، حيث تصدرّت، لتغرّد بعيدًا عن المنافسة الرقمية..

لم تكتفِ الراسي بالأولويّة اللبنانيّة، فسعت لبسط موهبتها على السجادة العربيّة الفاخرة، لتتجاوز حدود الجغرافيا..

فتسجّل نقاطًا عبر “الأخوة”، ولتقدّم شخصيّة تحارب مرضًا، بشتّى تعابير الإبداع..

فـ “الولادة من الخاصرة” بلهجة شامية، مكّنتها من تسجيل الحضور العربي، غير “سنعود من قليل” التي وقفت به، تبارز العملاق دريد لحام بكثيرٍ من الإمكانات الحَسنة..

مسيرتها أكبر من أن تُدرج في سطورٍ.. هي نجمة التمثيل الأولى التي خرقت قاعدة: أن اللبناني عاجزٌ عن تحقيق إنتشارًا عربيًا، وعن تجاوز عقدة الصناعة الدراميّة اللبنانيّة الوهنة..

في “الشقيقتان”، أدهشت المشاهد، لتثبت إستحقاقيّة في الترّبع أولىً، على عرش النجوميّة..

هي الوجه الذي له نحنُّ، والذي بغيابه شُلّحت الإثارة من ثوبها، والرغبة في متابعة الجديد، رغم المحاولات الهادفة على مراحل..

لم تنقص الراسي الموهبة، بل المحيط الإنساني الذي تلاعب بشهرة ممثلة، إستطاعت التمركز في القمة..

الناجحون غالبًا ما يُصطدمون بأناس، يسعون إلى تعويض فشلهم بإستهداف نجاحات الاوائل..

أناس لا ينصحون إلا بالخطوات المتعثرة، ولا يقولون إلا الكلمة التي تهلك الكيان، لتمنعه من الإستمراريّة على العطاء، بقلبٍ يتأوّه..

كُثرت الإضطرابات النفسيّة في حياة النجمة اللبنانيّة، لتحدث تأثيرًا على مسيرتها..

ما مرت به الراسي أقرب لكونه دورًا دراميًا آخر جسّدته كإنسانة، أمام العيون التي تراقب، فتجلد، بأحقاد أدمجتها العادات والتقاليد بكيانهم المُضطهد ..

كما تدمّر الشخصيات الدراميّة، شخصيّة طيّبة أرهقتها الظروف، ولم يرحمها أحد، في نصٍ لسيناريو تراجيدي..

يتجه البعض -لكن في الواقع- على التسابق في رشق الراسي بالحجارة، على أمل تحطيم ما تبّقى من أملٍ للإنقاذ!

لا نبرر للراسي تلك التخبّطات، ولا تلك التصريحات التي أغرقتها أكثر، في دوامة الأعداء..

جلّ خطأها أنها شاركت الناس أمورًا ساهمت في تناقضاتها الإنسانيّة، وفي تشويه نجوميتها.. وأنها لم تتركها لآخر الدهر، مدوّنة في دفتر للمذكرات، يتحسّر به القراء بعد رحيلها، عن عدم سماعها!

لم يمضَ الزمان بعد، ونادين ما زالت النجمة، التي تستطيع معالجة أزماتها..

“عودي نادين، عبر الشاشة الكبيرة. فالدراما اللبنانية بعوزٍ إلى رموزها، وإلى من جعلها لسنوات محطةً لإنجازات، عابرة للجغرافيا والتاريخ!”

عبدالله بعلبكي

إقرأ أيضًا: ميريام فارس تجاوب على سؤال أمل حمادة الذي حيّر الملايين..أخيرًا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى