العرّاب الفني

أثرياء السلفي يتاجرون بصورهم على حساب الجمهور!

أثرياء السلفي يتاجرون بصورهم على حساب الجمهور!

منذُ فترة، وأنا أبحث في أيّ كوكب يعيشُ بعض المطربين، أتراهم لفرط ما هم ” نُجوم ” وجدوا مجموعة لا تنتمي لها الأرض؟

تبررّ لهاتفك وأنت تتصفّحهم، أنّهم ربما انتقلوا لذلك الكوكب الشبيه بالأرض وأنّهم سبقونا إليه برغم علمكَ أنَّ العُلماء يدرسون ويعملون على إيجاد طريقة للانتقال فيه؟

وتظنّ أنَّ وكالة ناسا تتكتّم على خبر انتقالهم ” هناك ” ؟ !

تريدُ أن تتأكّد، فتتجوّل في  كوكب الانستغرام ، فتأتيك صورهم: مجموعة هائلة من مجرّات الصور تدور بك، حتى برغم عدم اشتراكك في صفحاتهم وحساباتهم.

هذا يستجّم بثراء فاحش ويستعرض لحمًا مطليًّا بالذهب وآخر يُحلّق في طائرةٍ خاصّة، وأخرى تعرضُ مجوهراتها “النادرة”، وأخرى تُنافسها، فتعرض أحدث اكسسوارات، مع شركة التصميم التي اشترت منها ثوبها..

أخرى، تعرضُ فيديو مباشر مع طبيب أسنانها اللُّبنانيّ الشهير، لتُرينا سرّ لمعانها، وأخرى فيديو مباشر مع حلّاقها الإيطالي الخاص لتُرينا سرّ لمعان شعرها..

وأخرى تعرض فيديو مباشر قبل لحظات من دخولها لغرفة عمليات الولادة ولاحقًا فيديو آخر وهي تضع مولودها، وأخرى تُعانق ذاك وأخرى تُقبّل غيره، حدّ أنّها غدت تجارة أن تعرض حياتك الشخصيّة كنجم..

وفي آخر الأسبوع، وكلّ أسبوع، يُخبرك هاشتاق احتلّ الانستغرام في « تراند» أنَّ النجمة العربيّة فلانة هي « نجمة الأسبوع» لا لشيء سوى أنّها صاحبة أجمل إطلالة من فُلانة وعلّانة أخرى.

إشهاري لهذا الكلام لا يعني أنني لا أحبّ بعض الأصوات منهن، أو أنني ضدّ الطرب، أو أنني ضدّ المباهج الموسيقيّة..

ما يؤلمني، ذلك الفارق الكبير الذي يضمّه انستغرام العالم، وهو يعرضُ لنا يوميات الجميع، حيث تصطدم بعالمين لا تكاد تصدّق أنهما العالم ذاته..

فبينما تنشر النجمة (…) صورتها مع إبنةٍ لها من غُرفة نومها، حتى تجد تحتها بالمصادفة، صورةً أخرى لأمّ وإبنتها، بين الدمار، وقد تهدّم بيتها وخرجت تحضن إبنتها المذعورة..

وما تزال المسكينة تلتقط أنفاسها، حتى يلتقطون لها صورة وهي في تلك الحالة، وبينما يطمئن العالم على نوم إبنة النجمة، أكثر من تلك الطفلة الباكية، تدرك مدى ذلك الفارق الكبير لأجيال ستكبر في عالم صور لم تسلبهم سوى أنفسهم في الحالتين وجرّدتهم طفولتهم تلك، سواءً كانوا أبناء مشاهير و  ” أثرياء السيلفي ” أو أبناء حروب.

إنّه النوم الطويل لبعض المشاهير، منذ غيّروا أعيُنًا غير أعينهم، وأهدابًا غير أهدابهم، وقشورًا غير قشورهم، ماعادوا يرون ما الذي يحدث في العالم.

لعلّهم على حقّ ! كيف سيرى بعض النجوم تلك المآسي أو سيسمعون عنها، وهم يضعون على أعينهم غشاوة من قشر الخيار أو البندورة أو بغشاوة الأهداب البيضاء ويضعون في أذانهم « بوشونات» كاتمة للصوت الخارجيّ، وضدّ اختراق كلّ ما نصيح به كالديكة الذبيحة..

بينما هم مغرقون جدُّ مغرقون .. في النوم؟

محمد الخزامي – العرّاب

 

 

أثرياء السلفي – العرّاب

إقرأ أيضًا: نجوى كرم في الليلة ليلتنا: هل كسبت الرهان هذه المرة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى