العرّاب الفنيمشاهير العرب

رانيا يوسف قلبت الوطن العربي رأسًا على عقب بفستانها..هنا تكمن المشكلة!

هل أصبحت قضيّة الفستان أهم من كلّ قضايانا العربيّة الأخرى فجأة؟

فينتفض الشعب العربيّ بأسره على فستانٍ مكشوفٍ لفنانة عربية غير مبالٍ في نفس الوقت بقضاياه العارية؟

سريعًا، كبُر النار في الهشيم و ارتفع سقفُ العقاب حدّ مُعاقبتها قانونيا وقِيدت النجمة تحت الألسن بين من يطالب بإعدامها وآخر بسجنها وثالثا بقرار منعها من التمثيل.. وترى ما الذي ينتظر رانيا يوسف أمام كل هذا؟

أيا كان الأمر علينا أن نعترف بشيء، في الواقع، رانيا يوسف لم تكشف عن جسدها، بل كشفت عن مدى جهلنا العالق بتلابيب فستان أكثر من تعلقه بتلابيب حضارته وحضارة غيره في آن.

أي أننا في كل هذه السنوات مازلنا منغلقين على أنفسنا وعلى ما نرتديه فقط! لذا، ألبسنا حتى عقولنا الألبسة الفضفاضة وغرقنا في الظلام.

هل يعقل أن يسبب فستان مثير أزمة المهرجان أكثر من كل قضايانا “المثيرة” للجدل في “مهرجان” الموت بالمقابل؟

بل كأننا حسمنا كل قضايانا ولم يتبّق لنا سوى أن نحسم رأينا العام حول قضيّة فستان فنانة؟

ويتناسل عليها من هنا ومن هناك الدُعاة لإلصاق تهمة جاهزة: “التحريض على الفسق والفجور”؟

ومن أين الحق لبعض الإعلاميين الصغار أن يطلقوا تغريدات ضدّها ويرفعّون مستوى ما فعلته إلى جريمة؟

أليس قذف الآخرين بالكلام المُعيب على منصات التواصل الاجتماعي جريمة أيضا؟

العيب الأقبح أن ينتظر إعلامي صغير هفوة فنان ليصعد عليه مثلما بدا من تغريدة الإعلامية سهى الوعل التي كتبت فيها:

“‏أوقفوا العناوين الجبانة، ما فعلته ‎#رانيايوسف على سجادة حفل ختام ‎#مهرجانالقاهرةالسينمائيالدولي ليس إثارة للجدل، بل جريمة يُطلق عليها “انتهاك الآداب العامة والأخلاق”

“وعليه يجب أن تُحال هي ومن سمح لها بالمرور بهذا الشكل للتحقيق.. “.

الفجور يأتي من تفكير من يراه فجورا ومن يرى هذه الفنانة جسدا لا غير، ناسيا ما قدمته من أدوار.

ذلك أننا وحدنا في العالم العربي لم نغير نظرتنا “التحتيّة” عن الفنان العربيّ نفسه ولا نذهب أبعد من نظرنا إلى إطلالاته وما يرتديه لا لما يقدمه.

في الواقع، عيوننا هي التي تختار ما تراه فتغض البصر عن شيء وتلحق بعيون لاهثة عن شيء آخر..

بينما نفس العيون تنجذب إلى جسم كيم كاردشيان مثلا وتلتهب بصورة منها ولا تجد إحراجا أخلاقيا ولا بصريا من تعرّيها؟

ما كان يلزم لرانيا يوسف أن تعتذر، لأن تفرقتنا بين الفنان الأجنبي والعربي غبية، الفنان فنان لا غير لأنه لا يتوجه إلى مجتمعه وحده ولا لجماعات أخلاقيّة وحدها. هو صورة الكل.

ما كان يلزم لرانيا أن تعتذر، ولا أن تبرر سوء التقدير الذي خانها، لأننا من يفكّر بكل شيء عدا عقله.

في الحالتين، من شوهها ليس جمهورها في الحقيقة بل أعداؤها، ولأنها ليست مسؤولة عن تفكير الآخرين.

وبما أنَّ الموضوع يقودنا إلى الفساتين حقا..

لمَ لم يأخذ فستان الوزيرة الإسرائيلية مثلا الذي خرجت به في مهرجان كان آنذاك عارضةً مقدّسات القدس في مُحاولة إسرائيلية لتهويدها ضجة عربيّة كبيرة وعنيفة حقا.. لا عابرة؟

هنا يبدو مضحكا ومبكيا على حد سواء أن يكون فستان رانيا يوسف قد شغلنا أكثر من فستان الوزيرة الإسرائيلية التي ارتدت أكثر من 60 سنة قضيتنا الأم وأهانتنا جميعًا على الملأ العالمي دون أن نقوم بردة فعل تليق بنا.

لماذا؟

الجواب.. ستعثرون عليه عندما نفهم بأي عين ومنطق نرى الأشياء!

محمد الخزامي

 

إقرأ أيضًا: نجوى كرم تعود إلى أحضان روتانا..سالم الهندي: نجوى ساهمت في تأسيس الشركة!

رانيا يوسف – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى