العرّاب الفنيشاشة

هشام حداد اسم قابل لمعايشة الأجيال..فهل حافظ على نجاحه؟

إنّه هشام حداد الذي إستطاع أن يفرض نفسه في وقتٍ قصيرٍ، متجاوزًا كل القواعد، ليشكّل إستنثاءًا فيما يملك..

هو مُلهم الضحكة.. يكفي الهتاف بإسمه، لتطلّ البسمة كبطلة تعبيرية أولى على مسرح الشاشة..

لكاريزمته دورٌ في لفت الإنتباه، وفي كيفيّة إدراج الوعي العام نحو مادته التي يقدّمها بعفويّة تغنيها تلقائيته، ويلمّعها بحثه المستمر عن ذاك الطرح السلس، الذي يحقق عبره محبّة الناس.

“لهون وبس” محورٌ مهني لفصل إستثنائي، جعله إستثنائيًا في حضوره، وفي بصمته التي فاق حبرها مساحة اللوحة..

هو برنامجٌ بغلافٍ لفكاهة تنسيك الهموم، لتزيل من أمامك مظاهر الضجر، فتنهي اليوم بضحكةٍ تأتيك للشفاء، بعدما شلّحتك المعاناة كل أوجه الفرح.

تميّزت الشاشة اللبنانية للإرسال في إختيار المقدّم الملائم للإضافة الحتميّة، لا لتنقيص البرنامج من نسبة الإبهار.

فكان هشام حداد في مكانه الأنسب، ليطرح نفسه كإسم قابل لمعايشة الأجيال، وللإنفراد بخصوصيّة كمالكٍ في مساحة الذهن التخزينية.

يضحكك حداد، لكن لا يبعدك عن المنطقيّة..

هو إبن هذا الواقع المهزوم بتوقيع مسؤوليه، لكنه غالبًا ما يبرع في توصيف الحالة بنبضه المحبّ للأمل، والذي يجعل منه رجلًا للرسائل التي تُغلّف بإبتسامةٍ، ثم بتهكم لا يثير إشمئزازك، بل رغبتك في متابعة ما سيقوله لاحقًا، وما سيصحب به تعليقه..

يعاونه الكوميدي الرائع جاد بو كرم في إتمام الحذاقة التلفزيونيّة.. يعلّق بوكرم ضاحكًا على الجدليّات التي يطرحها حداد في برنامج، فيعي متى ينطق “الإيفي”، دون أن يبعد الطرح عن سيره..

من جهته، يستضيف حداد نجومًا كلّ منهم في ميدانه، دون أن يسخّف من قيمة اللقاء..

لا يُبعد المقابلة عن الوحي العام للبرنامج، لكنه لا يكبّلها بجديّة مُضجرة، لينفرد بتنصيفٍ جديدٍ من أنواع اللقاءات: أحبّه به الناس، لذا لم يعد مهمًا البحث عن متعلقاته، في أدراج المدارس التلفزيونيّة عبر التاريخ!

تكسب الـ LBCI رهانها على التشكيلة الأنسب لبرنامجها المُتابع، عبر شرائح مُختلفة للمجتمع اللبناني: تجد من يوافق، ومن يعارض المادة المطروحة!

الجدليّة حجر أساس يؤكد صلابة البنيّة التحتيّة..

يقف هشام حداد من أعلى البناء التلفزيوني، ليؤكد أنه أحد أهم أسباب متانتها، والأهم جودتها التي لم تُعدم مع مرور المواسم، والسنوات كذلك!

عبدالله بعلبكي

إقرأ أيضًا: ثورة الفلاحين يحقّق أعلى نسبة مشاهدة ويكسب الرهان – بالأرقام!

هشام حداد – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى