العرّاب الفنيمشاهير العرب

أمل بوشوشة هكذا ثابرت وأصبحت علامة فارقة في الوطن العربي

هي النجمة التي لم تكبّلها الصورة النمطيّة، ولا الرهانات المُستدرجة لأناقتها الخارجيّة.. جاءت أمل بوشوشة من الجزائر، لترقي موهبتها في سلم أولوياتها، حيث المهارات، ولا شيء سوى الهبة الإلهية في فطرة الموهبة..

لديها ما يميّزها، ولها ما ميّزها.. من وطن “المليون شهيد”، لجأت الصبيّة الحالمة نحو إستهداف الهدف في معقله الأجذب في العاصمة اللبنانية، لكن الفنية الأولى، بيروت..

إلى ستار أكاديمي، إنتظرت بوشوشة أربعة مواسم، لتنضم إلى المجموعة الخامسة الشابة المُنطلقة بحماسٍ، نحو الساحات الشعبيّة العربيّة، على إكتظاظها..

رغم مغادرتها عند منتصف البرنامج، إستطاعت بوشوشة تدبيج البرنامج ببصمة لافتة عبر “كاريزمتها”، ثم عبر طلّتها البهيّة، غير تمكّنها من الغناء والتمثيل في آنٍ.

خرجت أمل بوشوشة من التصفيات قبل ٨ طلاب، وأصبحت الأنجم بينهم الآن، وحتّى بين مواهب المواسم السابقة واللاحقة!

لم تكتفِ بوشوشة بالتغني على أطلال الجماهيريّة المؤقتة، لتؤكد سعيًا نحو الحلم الأغرز، برؤية إحتاجت للإتضاح، ثم لتركيز الخطوات.. حدّدت أولوياتها، لتتخذ من التمثيل حقلًا للتجربة الأمثل.

ما وفّر لها الحظوط، كانت اليد التي لمست وجه موهبتها بنعومةٍ.. فكانت الأدبية أحلام مستغانمي في دورها كعرّابة لمواهب الجزائر..

أوهبت مستغانمي الفرصة الذهبية لبوشوشة، لتحلّ الأخيرة كبطلة لمسلسل “ذاكرة الجسد”، المقتبسُ عن رواية، كانت الأعلى مبيعًا في الخارطة العربية..

تجربة أغنت رصيد بوشوشة.. وقفت أمام الممثل السوري القدير جمال سليمان ندًا لند، لتثبت بأنها صاحبة موهبة، لا وجه للتبرجات، أو هيكل لجسد يصنّفها كنجمة للعروض التجاريّة..

سكنت النجمة الجزائرية في ذاكرة أجساد الناس، لتبشّر بمشروع لممثلة عربيّة ستُبهر الحاضر، وقد تكرّم في المستقبل.

أكملت بوشوشة صنع التحديات، لتخوض التجربة العربيّة، الأكثر إشراقًا في مسيرتها الفنيّة:

“الأخوة” عمل درامي عربي مشترك جمع نجومًا من الصفوف الأولى من لبنان وسوريا ومصر، حلّت هي كبطلته، ولكن كعنصره المفاجىء، وكالموهبة الأكثر لفتًا للأنظار، وإثارة للجدليات، لكن للإعجابات والإثناءات، من قبل النقاد والجمهور معًا.

لم تحاصرها نجاحاتها في التمثيل، لتحظى ببعض الفرص المُتاحة في المجال الغنائي:

غنّت “ضرب جنون” باللهجة اللبنانيّة، ورقصت بالثوب اللاتيني في كليب حرّر إمكاناتها نحو الطلاقة الإبداعيّة، وجاء ليؤكد براعتها في تجسيد الأدوار المُختلفة في سيكولوجياتها، وإيديولوجياتها، وحتّى في هيئاتها الخارجيّة..

على عكس إتزانها، إتخذت بوشوشة من المغامرات دربًا للسلوك بدءًا من الخطوة الأولى، لكن بعقلانيّة لإمرأة واعية، تعي ما تريد أن تحقّق!

في “العراب” حلّقت بأداءٍ لموهبة، صقّلتها الخبرة. لتكمل التقدّم أمامًا في “سمرقند” حيثما غيّرت من جلدها، لتضحو أكثر قدرةً على التنقل المرئي بين عدّة شخصيات، بعدّة فصول إنسانيّة ونفسيّة متناقضة.

يكثر الكلام عن أطوار النجمة الجزائرية في النجوميّة، منذ نعومة أظافر الحلم الأشقى.

يحق لكل جزائري أن يتباهى بممثلة هي مشروع للتقدير وللتجليل، بعد سنواتٍ من بناء المسيرة، الأكثر جماليّة وتفوّقًا..

الجزائر العزيزةُ، الحافلةُ بإنجازات العظماء: حيث وطن المليون شهيد، في وجه السلطات القمعية الفرنسيّة، وحيث وطن لأدب لم يفقد معالم قوته في زمن الإنحدار، تمثّل بأحلام مستغانمي..

عبدالله بعلبكي

 

 

 

إقرأ أيضًانادين نسيب نجيم تروي تجربتها الملهمة على أهم منصة عربية!

إقرأ أيضًا: سعد لمجرد ينال حريته أخيرا.. وهل يعود إلى الغناء بعد منع أغانيه؟

 

أمل بوشوشة – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى