العرّاب الفنيمشاهير العرب

أسامة الرحباني ما الذي يجعله مؤلفًا موسيقيًا مميزًا عن غيره؟

لا يكتفي البعض بإرثِ مجدٍ عائلي، ليخلقوا لونًا خاصًا، يشبه تكوينهم الإنساني… واحد منهم هو الموسيقي اللبناني أسامة الرحباني ، الذي إبتكر ما خصّ هويته، ليبرز إسمه أولًا بكافة المؤهلات، رافضًا أن يُذكر كإسم تابع فقط، لسجل عائلي من الطبقة الفنية، الأكثر بذخًا عبر تاريخ الفن!

رغم كونه “نجل” للكبير منصور الرحباني، لمع أسامة بموهبته الموسيقيّة الفريدة، فدوّن بصمته التي أربحته الإستقلاليّة، دون أن تقطّع جذوره المتصلّبة بسيف التمرد، ودون أن تخفي آثارها السائغة على كينونته.

عثر الرحباني على ذاته مبكّرًا، في منزلٍ تعنوّن كمرجعية أولى للأغنية اللبنانيّة.. لم يخرج عن المألوف، بل سعى لمواكبة العصر بسيّل من الإجتهادات الشخصية، والتجارب الغنائية المُثمرة، التي جعلت منه واحدًا من أبرع المؤلفين الموسيقيين المعاصرين في لبنان!

أنتج الرحباني العديد من المسرحيات التي لاقت رواجًا، لم يسقط روحيّة الأب منصور عنها، حتّى في أدق المشاهد…

وبالإجلال عينه، تمكّن الرحباني من إختراق الحدود الجغرافيّة للمواد الموسيقيّة الشرقيّة، ليدمجها بإتقانٍ ببعض التوليفات الغربية، ما أضاف إلى القالب العام، دون أن يشوّه إمتيازاته!

مرورًا بمسيرته، وجد المؤلف الموسيقي شريكة حالمة، ساعدته على تغليف المحتوى، بأوراق تزيد من جماليته.. هبة طوجي، وحدها من فرضت إمكاناتها، كصوت يثري موسيقى التاريخ الحديث، بكافة نخبه!

أبلت طوجي بلاءًا حسنًا، في ترجمة الحس اللحني المُصقل للرحباني، بصوتٍ أجاد أداء أصعب التركيبات الموسيقيّة، بمهارات في عبور الطبقات الصوتيّة على تدرّجها، دون أن تفقده عنصر الإحساس، ولا إبهار المستمع به، ولا جذب الأخير نحو جلّ المنصّات، للتمتّع به!

في “لا بداية ولا نهاية”، تلحظ حد الأبداع في الوصفة السمعية الشاملة، التي مزجت إلهام الرحباني الساحر، بحنجرة طوجي الباهرة.. غير “طريق” الذي خرق لمرة أولى قواعد “تتر” المسلسلات، ليحلّقا سويًا ببصمتيهما، بتفردٍ عن الآخرين!

لمحطةٍ من الذاكرة القريبة أيضًا، ظهر الرحباني كحاكم صارم على مواهب يانعة خاضت تجربة “ستار اكاديمي”، البرنامج الأكثر نجاحًا على مدى سنوات…

إستطاع الحاكم هنا، أن يلعب دورين في آنٍ ما: فكان الموّجه على تصحيح الأداء، والناصح من أجل إستثمار الجماهيريّة، في خلق مسيرة أكثر متانةً…

دوران ساهما في طرح أسماء شقت طريقها بنجاحٍ من البرنامج؛ ومنهم: جوزيف عطية، شذى حسون، ناصيف زيتون، ورحمة رياض…

اليوم، يكرّر الرحباني لعب الدور المُشابه، ببرنامج مختلف في مضمونه… حيث يجلس واثقًا على كرسي للتحكيم في “ديو المشاهير” لموسمٍ آخر، بعدما نجح في حجز مكانة خاصة به في المواسم السابقة، والأهم داخل قلوب متابعيه!

عبدالله بعلبكي

 

 

 

إقرأ أيضًا: جمهور نجوى كرم يقوم بحملة غير متوقعة ويرفع إسم نجمته عاليًا – فيديو

أسامة الرحباني – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى