العرّاب الفنيمشاهير العرب

يارا كسرت الصورة النمطية للنجمات.. ولم يُصعب عليها شيء!

حين تريد لكَ حياةً تليقُ بكَ عليكَ أن تصنعها بنفسك. للنجاح سبُلُه الواسعة، إنّما ليس كلّ نجاح تميّز. هكذا وضعت يارا نفسها بمكانة مستحقّة في صفوفٍ المتألّقات.

كما حدث وتلاشت عنها الفرص فأعادت اختلاقها. بعد فوزها بكأس النّجوم عام 1998 بآداء مُبهِر للصبيّة كارلا برقاشي، وهذا اسمها الأصليّ وقتها.

غابت كارلا لفترةٍ ليست بالقليلة، كونها لم تكن على عتبة النّضوج، الذي يخوّلها أن تخوض المعترك الحافل بالمفاجآت.

أعدّت عدّة الغطس وعادت يارا في “حب كبير” بنفسٍ آخر، وإسمٍ رنّان يُلامس عفوّيتها وبراءة ملامحها.

انتقاه لها عرّابها الدّائم الملّحن طارق أبو جودة.

لم تُحبِطها قواعد النّجمات الحسناوات، فهي لم تُرِد أن تتعرّى لتصل.

ولم تجد في جسدها حقلاً للمراهنات القذرة، التي تضمن لمتسلّقات الشهرة بعضاً من الجُبنة.

 

يارا

 

امتلكت يارا جلّ أوسمة الجمال. فلم تنقصها حنكة الأزياء، ولا نفذ منها مقدار الجاذبيّة. فشعّت بريقاً برُقيّ مغناها، وروحٍ سلطنَتها فوق مغريات الجسد الأنثويّ.

صمّمت يارا على مَهمّتها بالإقناع. صوتها هو سلاحُها الأوحد، الذي يُرتّلُ إحساسها المجروح.

آمنت الفتاة اليافعة بمقدرتها الصّوتيّة، واحتاج الأمر صبراً كثير. هي بطبيعتها البسيطة المحافظة على تقاليد مجتمعٍ شرقيّ، ترفض كسر قيوده إلّا فيما خصّ إبداعها.

أجادت غناء الألوان بشموليّة تامّة، فلم تصعُب على شيء. رغم حداثة بصماتها على السّاحة الفنيّة، تمكنّت من اختراق جغرافيا الغناء. بعدما “أخذها معه” فضل شاكر في الديّو الشهير، الذّي كان مفصل انطلاقتها عربيّاً.

وإلى الخليج أبحر صوت يارا الذي امتزج بعمق بحره، و تناغم الإحساس بمداعبة مواضيع شيّقة، تُرضي العرف السّائد هناك.

يارا النجمة المفعمة بالتجدُد -التي تبحث دوماً عن كسر الجليد- خالعةً تقليد الأسلوب. يقتضي ذكاؤها ردم فخّ التّكرار، وتخليص طموحها ببدعةٍ منكّهة، قد تفوق المألوف.

معها لا مجال لك بأن تملّ، فهي فقط التي تملّ من ثوبها. لتقدّم لمعجبيها بلكنةٍ مغربيّة “مليّت” في محاولة أولى من نوعها. محقّقةً كليب دويتو مع النجم “دوزي” كسرت حاجز الأرقام، وعبرت إلى مليون مشاهدة في غضون أيّامٍ ثلاث.

 

 

حصدت يارا بمنتهى جدارتها جوائز عديدة، أميزها جائزة “البوسنة” حيث مثّلت بلدها بوجود 34 دولة منافسة، فحازت منها المرتبة الأولى.

بالإضافة إلى نيلها جائزة سارليفو كأفضل مغنيّة لبنانية. ولبنانيّاً تكرّمت لمرّات عدّة في حفل الMurex D’or عن فئات عدّة كان أهمّها أفضل مطربة لبنانيّة لعام 2014.

نظراً لإلمامها بالشأن الإنساني والعمل التطوعي. حصلت يارا على الكثير من دروع الشرف، من قبل جمعيات وجامعات ونوادٍ تعنى بالثقافة، وقضايا التعنيف الأسري، والصحّة كجمعيّة الهلال الأحمر.

لم تراهن يارا في مسيرتها على الأرقام القياسيّة ولا حصد الألقاب. بل اجتهدت سعياً في كسب تذوّقٌ رفيع المقام، لما تقدّمه لجمهورها.

فهي إن لم تكسّر نسب المشاهدة بنَت لنفسها درعاً من احترام النّاس، ومربّعاً تحتلّ وحدها حدود أضلاعه.

حيث خطوط التّماس تجد يارا تحمرّ خجلاً إذا ما اهتزّت قواعدها. دائماً هنالك خروقات يتوّجها جمال الروح، على خُلقٍ تفيض بالجسد إبهاراً.

أليسار جابر

 

 

إقرأ أيضًا: أشرف نعالوة هذا ما كتبه لنجوى كرم قبل استشهاده – صورة

يارا – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى