العرّاب الفنيمشاهير العرب

محمد الشرنوبي يغوص في الأعماق: لهذا السبب شكّلت “النفسية” حالة خاصة!

لا أظنني عرفت أغنية تليق بمزاجنا النفسيّ جميعًا هذه السنة أكثر من أغنية “النفسيّة” لـ محمد الشرنوبي رغم أنّه أطلقها في أكتوبر الماضي.

النفسيّة، بلحنها الهادئ وإيقاعها المتماشي بموسيقى خافتة الإيقاع، تجعلك تشعر بحالة انسجام مع نفسك وقلبك، أكثر من أغاني الحبّ نفسها فما السبب؟

ربما لأنها متوجهة لنا لا لمن نحبه، وكُتبت بموضوع مختلف عما اعتدنا سماعه.

الدليل، أنك تتذكر جردة حياتك أكثر من تذكرك لخسائرك العاطفيّة أو حتى قصصك مع من تحب.

النفسيّة، أغنية لتدليل الذات والإقبال على حبّها بأجمل طريقة، بعد أن أصبحت أكثر الأمنيات إلحاحا تُختصر في الجلوس مع النفس وحدها على “انفراد”، وتكاد تطابق ما قاله آل باتشينو:

“‏من مطالبنا البسيطة جداً والقليلة جداً والمتواضعة جداً في هذا العالم أن لا يتدخل في حياتنا أحد”.

النفسيّة، تعادل الوصفة المُثلى لتعلّم كسب صداقة أنفسنا من جديد دون تدخّل الآخرين بنا بشكل مزايد فيه، ودعوة لتصالح مع النفس، في عالم لم يعد يستقر، ولا يجد في جدول مواعيده وزحمة يومه دقيقة يقضيها بمفرده ولم يعد يعرف ماذا يتمنى، أو ماذا يطلب، أو ماذا يريد، لفرط البحث البعيد اللّامُجدي عن الأشياء، حين أن في أعماقنا قد أُوْدعَ كل ما نبحث عنه خارج “النفسيّة”.

 

إقرأ أيضًافيلم مهراجا اللبناني ينضم إلى صالات السينما المصرية في سابقة من نوعها!

 

في الحقيقة، أغنية محمد الشرنوبي تلامس خوفنا من الواقع الذي أمسىَ حالةً من الاغتراب، والحياة التي صارت بطريقة عشوائية و تشوش نفسياتنا وتضيق النّفَس، كلّما واجهنا أكثر العالم.. فبقدر زحمة التواصل بالآخرين بقدر ما نبتعد عن التواصل مع أنفسنا، إذ غنّى محمد عن ذلك قائلا:

“النفسيّة..
محتاجة شويّة ليّا
وأنسى وأغمّض عينيا
إنسان أنا مش جماد”

الأغنية تذكير بأن لنا حقّ للاهتمام بدخيلتنا قدر الإمكان، ورسالة لأخذ راحة من الروتين وعدم مسايرة كلّ الواقع بجديّة، واغتنام العمر وفرصه وهداياه.

كما أنّها احتفاء بمن نستحقهم حقا داخل حياتنا، والذين يُضفون عليها السكينة والحبّ والصداقة والأمان، والتخلّي بالمقابل عن الذين يبثون عدوى الكآبة والأمراض النفسيّة والذين يشوشون علاقتنا مع أنفسنا بالذات.

محمد الخزامي

https://www.youtube.com/watch?v=cxkwTBxiMZw

محمد الشرنوبي – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى