العرّاب الفنيشاشة

أديل وعباس جعفر ثنائية لا تشبه سابقاتها.. ما الحالة التي تجمعهما؟

أديل وعباس جعفر ثنائية لا تشبه سابقاتها.. ما الحالة التي تجمعهما؟

في عالم الوجوه المعروفة، غالباً لا تأتي الفرص على طبقٍ من فضّة. حالةٌ خاصّة شكّلها عباس جعفر وأديل جمال الدين بثنائيّة لا تشبه سابقاتها.

إلّا فيما ندر، نسمع بمَن ابتسمت لهم الشّهرة في يومٍ وليلة.

كثيرةٌ هي القواسم المختلفة التي لا تجمع بينهما. فرغم ما لا يتفّقان عليه من فارق اللهجة والبيئة والعادات والتقاليد. جمعتهما الإبتسامة وحسّ الكوميديا الفطريّ.

“أديل الكورانيّة و عبّاس البعلبكي” عطفٌ يلخّص نفسه، ويختصر الكثير. التركيبة محيّرة وتثير فضول الإنسجام! ما الذّي يجمع هذين الشّخصين؟ وتحتَ أيّ مُسّمى قد يندرجان؟

أديل وعباس جعفر ليسا بالمُّمثلين، ولا حتّى مقدّمي برامج.. ولا يمكن أن نلصقَ لهما تُهمة الثنائيّ الرومانسيّ، كما تجري العادة في إطلاق الحكم على اثنين، حين يليقان على بعض!

علاقتهما من حيث الشّكل لا تشبه أيّ العلاقات. هو من البقاع الشمالي وهي من الشّمال نفسه.

يبدوان كنقيضين بأطوارٍ غريبة. مَهمّتهما الأولى المُشاكَسة، ولعب أدوار القطّ والفأر بقالبٍ كوميدي، حريص على تقريب الضحكة من القلب.

سرّهما في المواقف الطّريفة والسكيتشات الخفيفة، التي يفبركانها بجهدٍ قليل. لا يصطنعان التكلّف ولا يجيدان التّمثيل. حقيقتهما هي هذه.

خفيفا الظلّ وكثيرا الحركات، ويجيدان التغابي عن حنكةٍ متقصّدة.

حين شاهدتُ مرور أديل الأوّل في برنامج “هيدا حكي” اعتقدتُ أنّها تمثّلُ دوراً أو مشهداً طُلبَ إليها. لكن صمودها على النّسق ذاته، أدهش توقّعي! ومرّةً بعد المرّة اقتنعتُ أنّ هذه فقط طبيعتها.

لهجتها كورانيّة، بلديّة وأصليّة مع فارق اكتسابها لكنة انكليزيّة متميّزة. فتعدُّ لنا الخليط بين اللغتين في حديثها. أكثر ما يلفتك في أديل أناقة مظهرها العصريّة ولكنتها العتيقة. فحين تنطُق تصدِمُك. هضامتها مختلفة وتقاربها غرابةً.

أمّا عبّاس فشخصيّته من نوع آخر. تكاد تضيّع بعضاً منكَ حتّى تفهمه. رسائل كثيرة تغلّفها نبرة صوته، وحركات عينيه وكذلك لغة جسده. هل هو حقّاً بهذه العفويّة الفائقة للحدود؟!

صدِّق بأنّك لن تميّز أبداً مزحه عن جديّته. تراهُ واقفاً أمام كبار النجوم يؤدي وصلته على مسرح “ديو المشاهير”. إلّا أنّك تجهّز ذاتك في العمق، لمقلبٍ محتَّم منه.

 

إقرأ أيضًا: محمد إمام يتعرّض لإصابة خطرة أثناء تصوير فيلمه وهذه التفاصيل

 

عبّاس جعفر هو صورة مصغّرة عن الشاب البعلبكيّ الذي لا يُعيبه شيء. يحدّثك بمنتهى البراءة عن الرجوليّة، والبلطجة، والممنوعات.

يعكسُ في سلوكيّاته لمحةً عن عادات المجتمع المحافظ، متخوّفاً من عقاب جدّته إذا خالفَ وصاياها. مخبّأً في جعبته الرّسائل الضمنيّة عن بعضِ واقعٍ نعايشه.

عباس وأديل ظاهرة.. ليسا بتلك الغرابة، هما نموذجٌ حيّ عن مواهب اكتُشِفَت صدفةً.

متألّقان كثنائيّ يقدّمان فذّات الموهبة، بقدر المساحة التي أعطيت لهما في “بيت الكلّ”،كأولى التجارب سويّةً.

ربّما امتلكا الكثير ليقدمانه من جوف تلكَ الموهبة. فإن هما صُنعا من الكوميديا، حتماً سيصنعان منها شيئاً يشبه اختلافهما. إذا ما أُتيحت لهما الأيّام والتجّارب.

كما في نهاية كلّ عمل كوميديّ بعد إسدال السّتارة، الحكم الأخير يبقى للجمهور. فمهنة إضحاك الناس تبقى مهما تنوّعت وجوهها، المهّمة الأكثر شقاوةً!

أليسار جابر 

 

أديل وعباس جعفر – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى