العرّاب الفنيمشاهير العرب

هو الحب انتصارٌ آخر لـ أدهم نابلسي.. كيف غيّر من معنى الحب؟!

كلّ من غنّى الحبّ تغنّى بسلطانه. ولم يكتفِ من إيلاءِ جبروته المُستَحقّ بضع أغنياتٍ.. من يغنّي الحبّ يدركُ أن يُفني له عمراً ولا يَكلّ. هو الحب نكهة جديدة أضافها أدهم نابلسي لمفهوم أغاني الحب.

للحبّ سلطان، يوماً لم يُغيَّب عن موضوعات الغناء. هو الذي تربّع دوماً على عروش الكلمة واللّحن، ونال المساحة الأكبر في حناجر النجوم.

النّابلسي الحالم، فارس العشق المجنون، لوّن صوته بنفسٍ صاخب. فرض عليه الإنشقاق، وكتب لنا صفقة المتعة.

آداؤه لا ينتظرُ المديح، بعفّتها تخلبُ له المسامع وتضجُّ المشاعر رهافاً، كما لا تتوقّعه من مُحبّ.

اللّافت في دندنات هذه “القطعة”، أنّها ليست غريبة عنك حين تستمعها. تحكي لك كلماتها قصّتك مع قلبك، حين اكتَوَ يوماً بحرقة حبّ.

“لمّا بتغيب عن وعيك وتعمل إشيا مش طبعك، لمّا فجأة تتغيّر يعني بتحب”.

تحديداً ما يميّزها أنّها تشبهك، تقارب وجعك وتخدشُ كبرياءك، الذي على الأقلّ هزمه الحبّ لمرّة.

ببساطة الكلمة وسياقٍ سلس، تنساب مفردات الأغنيّة إلى مسمعك ككرّة السّبحة. تفوّقٌ آخر يُحتسب للشاعر المتفرّد بحبكته، علي المولى.

الذي يثبّتُ هويّةً لم تقترن بمدارس الشّعراء بل تشقُّ لتصل، سبيلها الخاص.حيث يُفلسِفُ الحروف ويعيد عجنتها بقالب رؤياه.

“عَ فكرة الحبّ مش إحساس، مِتل ما مْفكّرة الناس. الحبّ روح بتِلبِسنا ومنبطِّل وقتا أشخاص”.

ليس غريباً على النّابلسي التّجديد. منذ أولى انطلاقته عوّدنا على حسّه في الإبتكار وحنكته في التذوّق الفنّي.

علّم الشّاب الموهوب من إطلالته الأولى، فبشّر مغناه بولادة نجمٍ سيسطع بأحقيّته. هو الذّي ذكّرنا جميعاً ببدايات الملك وائل كفوري، على شبه تلاميحه الصوتيّة بأوتار الرومانسيّ الأوّل.

ما سجّله النّابلسيّ في مسيرته صبغ نقاط اختلافه وفرادة أسلوبه. والأهمّ تلك الإنتقائيّة في الكلمات والألحان.

خياره كان السّباق إلى الجديد دائماً. لم ينسجم في اصطفاف المذاهب الرومانسيّة التقليديّة!

ليست هو الحب الرّحلة الأولى، التي يأخذنا فيها أدهم النّابلسي إلى اكتشاف آخر في الحبّ.

غير أنّ الأغنيّة تحمل بصمة ألحانه بطابعٍ مختلف. خرج فيها من ثوب اليأس والعاشق المكتئب. ليبثّ لمسة أمل واستمراريّة لحبّه في قالب منغّم.

بحكم باهر للجمهور، حطّمت الأغنية مقياس الحساب. قافزةً بنوعيّة إلى ثلاثة ملايين مشاهدة للفيديو الكليب، في غضون أيّامٍ ثلاث.

خُلقت المشهديّة المصوّرة على طريقة مؤثّرات الvintage، وما رافقها من جماليّات غرافيك الألوان. والإيقاعات المتنوّعة المتسارعة التي تثير الحماس.

وتُفرّغُ من نفسيّتك قشورها على وقع آهات النّابلسي، لتقسم جدليّة العشق. برؤيا إخراجيّة ضَجّة أبدعها بهاء خدّاج بتمعّن.

عبرٌ كثيرة خطّ النابلسي فيها لقلوبنا الخطوات، مهمّته كانت تحذيريّة وصارخة لعدم الرضوخ.

لكن مَن مِنّا لم يتعثّر في فخّ “نقطة ضعفي، “تقبّلني، مشتاق،شدني غمرني،كيف بحبّك هيك،و نسخة منّك”؟! وغيرها من الروائع القياسيّة، لفنّان شابّ لم يقسَ عوده في الفنّ بعد.

تتطابق كلمات الأغنية مع الوسط الفنّي “الحب منّو عِشرة، لا بيخلق بعد فترة” وهكذا يتطلّب إثبات هويّتك الفنيّة.

وعلى العكس، لكي تُسيطِر على مكانتك المُكتسبة بجهدٍ ليس بنيّف. يجب أن تَعدّ للعَشرة بين كلّ خيار واختيار!

قد يُجبرك طاغوت العشق على عقدٍ تبرمه لحدّ كامل حياة ولن يقنع. أن تكون في الربيع المبتدىء من مسيرتك. وتتوّج زمنيّتك بهذا العطاء المنمّق.

أنتَ لا تبحث عن إبداع روحك بل تخلقه لتُحصّن جينك الموسيقيّ بإصرار. يولد أدهم النّابلسي من جديد في كلّ عملٍ يقدّمه، هو الشغوف الثّائر الذي لن يردعه شيئ على كسر النمطيّات.

أليسار جابر 

 

إقرأ أيضًا: عاصي الحلاني اجتاز مشقّات الطّريق بنجاحٍ ناصع في 2018..إليكم أهم محطاته هذا العام!

إقرأ أيضًا: نجمة لبنانية شهيرة بديلة هيفا وهبي في مصر… تعرّف إليها – صورة

هو الحب أدهم النابلسي – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى