العرّاب الفني

بنت الخياطة رواية تُثبت أسلوباً مختلفاً لجمانة حدّاد: أنا هيك وما لدي ما زال كثيرًا

في كل عملٍ كتابيّ جديد، تُصرّ جمانة حداد على مفاجأة القرّاء بأحدث ما لديها من أساليب كي تخطفهم نحو عالمها المليء بالتّشويق،كما يؤكّد ” بنت الخياطة “.

لعلّ المأساة الكامنة في هذا الكتاب تُجسّد واقع مجتمعٍ على مدى أكثر من مئة عامٍ ، بدءًا بالمجازر الأرمنيّة عام ١٩١٥،وصولاً لسنة ٢٠١٥ إلى الحرب السّوريّة.

قصصٌ اربعة تجسّدت في امرأةٍ واحدة،أجدادها عايشوا الحرب الأرمنيّة وقضوا فيها، والدها هرب من الحرب الفلسطينيّ.

عندما تُفرغ كاتبة ما، هذا الكمّ من الوجع والمأساة بين غلافين، وتستحضر ذكريات مؤلمة لسنواتٍ طويلة ماضية، ثمّ تنجح في إحداث هذه الفجوة داخل القارئ بحيث تختلط الدّموع مع إرادة الحياة، فتأكّد أنّها قد أمطرت قسماً كبيراً من العمل بتجاربٍ سابقة.

يخلق فيك بنت الخياطة حالةً من الضّياع بين أن تُنهي قراءتك عند أوّل نقطةٍ تنسال على وجنتيك، وبين أن تُكمل متسلّحاً باحتماليّة النّهاية السّعيدة.

يُقال أنّ أسلوب كتابٍ ما قد يدفعك للغوص فيه، أو يُنفِرك من كاتبه. وجمانة تُجيد إغراقك في كتاباتها بأسلوبها المختلف النّابع حتماً من القلب.

صحيح أن بطلة الرّواية هي واحدة من كثيرين قادهم حظّهم السيّء أن يختبروا مئة عام وعشرات الأجيال التي سكنتها الحروب حتّى شوّهت كل ما فيها من براءة.

لكن الأصحّ أكثر أنّ كتابات جومانة صادقة حدّ الدّموع، وإنسانيّة إلى درجة تشجّعك على الإستسلام لها، بعيداً عن اختلافك مع كاتبتها بأفكارٍ معيّنة.

في” بنت الخياطة ” هو ذاك الكتاب الّذي قد يقضم مشاعرك حزناً لتأثيره العميق فيك عند ولوجك في عالمه، ثمّ يسحبك إلى تقدير كاتبته عند الإنتهاء منه مكوّناً نتيجة مفادها:

“سيّء الحظّ من لن تتسنّى له فرصة خوض غمار الإطّلاع عليه”.

هكذا هي جمانة، كلّما قُلتَ أنّ هذا ما أقصى ما لديها، تعاجلك بصفعة تقول :”انا هنا،وما لدي ما زال كثيراً”.

مريانا سويدان

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

بنت الخياطة جومانة حداد – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى