بولا يعقوبيان سيدة العام 2018 وهذا ما يُثبت كلامنا – صورة
الصورةُ ليست سائغة بما يكفي، يتجلّى المضمون… إحدى وسائل النقل تلصق صورةً للنائبة بولا يعقوبيان على الزجاج الخلفي، ليضعها سائقها في مقدمة يومه، عند مشارف كلّ أمل بالبدايات الجديدة!
كُثر الكلام عن إنجازات يعقوبيان، ولم يبقَ من الحروف كفاية، لتُستنبط منها بقية الكلمات… في الصحافة كما في الميادين الأخرى، ثمّة إتهامات تُكيّل بالإنحياز، لكن ما دام لا أحد سواها يكابر على واقع منهزم بإرادة العظماء، ويحاول العثور بجهدٍ عن مخرجٍ وسط الطرقات الوعرة والأنفاق المُظلمة: لمن توهب القلم، وعمن تكتب؟!
التعددية ليست حاجة إضطرارية، إنمّا النوعيّة… التحدّث عن شخص يعمل لأكثر من مرة، أفضل من تناول آلاف يتجاهلون مسؤولياتهم، ولا يقدّمون فحسب، بل بعضهم يأخذ كذلك!
هي بولا يعقوبيان، التي إقتحمت جدار المُحرّمات عند ساسة البلاد، لتدخل المجلس النيابي، ويوهبها المحبّون “المِثقَب” المُعتّق، ذاك الذي إكتفت بثقب صغير بواسطته، وعبره شعّ الأمل، على جدار صلب بناه الإقطاعيون، وحصّنه التابعون، فالمغيبون.
جاهدت يعقوبيان من أجل توسيع الثقب، فحملت المكبّر البصري وأدخلته عنوةً، لتقترب من الوجع الخلفي للناس، بعد سنوات من الإهمال، والتطاول على معاناتهم.
كبرت الصورة الفوتوغرافيّة، فإتسعت رؤيتها حيّال اللقطة التي تضمّنت: كثيرٌ من الآلام، ومعالم الفساد، والمشاكل المتأزمة، غير الأمراض الخبيثة… آلاف من الناس ماتت خلايا جثثها، وآلاف سُبلت منها الحياة، فبقيت بأجساد ينخرُ الفساد عظامها.
بحثت بولا يعقوبيان عن الحلول؛ هي ليست رسامة ماهرة لتجمّل الصورة بسرعة، وليست مصمّمة “فوتوشوب” لتستخدم الأدوات السحريّة بآنيةٍ…
رغم الصفقات ودناءة البعض في تمريرها، لا تيأس يعقوبيان من النهوض مجددًا؛ ألمانيا قد دُمرت تمامًا بعد الحرب العالمية الثانية، وعادت لتقود الإقتصاد العالمي… بالمقابل، إسترجعت اليابان قوتها، بعدما حطمتها قنبلة “هيروشيما”، لتصنع الأعجوبة!
نحنُ بعوزٍ إلى أكثر من مجرد أعجوبة، تقول النائب وهي محمّلة بمسؤوليات، وتمثّل أصوات جلّ الناخبين، وحتّى غيرهم ممن لا يمتلك صوتًا حتّى في وطنه!
غيرها يسافر ليقضي إجازاته في منتجعات سياحيّة كبرى -رغم تخليه عن كافة مهامه- وهي تجول العالم من أجل إصلاح الصورة الممزّقة لوطن الأرزة الأخضراء، الذي أضحى ضبابيًا بتلوثه البيئي، وفساد أنظمته السياسية، والإجتماعية، والإنسانية على شتّى!
عن تلوث نهر الليطاني لها صرخات، ولمنع زواج الفتاة تحت السن القانوني (١٨) ألف مناداة، وعن محرقة بيروت عشرات المظاهرات والتحركات، وعن شجرة الميلاد المليونيّة طرحت مليون سؤال…
حتّى وجوه الخارج، لا تجد إلا بيعقوبيان حلًا لأزمات خانقة، منها مبادرة الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، عندما ناشدتها بضرورة التدخل لمساعدة المهدّدين بالطرد، من مخيم عرسال بمحافظة البقاع.
هي رمزٌ للتمثيل المستحق، والأهم للإصلاح الفعّال الذي يبدأ بإقتلاع الفساد المتفشي في البلاد من جذوره. جاءت يعقوبيان كبذرة مناجاة تُثمر حصادًا وسط أراضٍ قاحلة.
كثرت تعديات الأرض تلك عليها، وإشتد جفافها حولها، لكنها الأهم أنها بدت دومًا في فتوتها، وفي قمة نشاطها، جاهزة للتمرد، وقادمة من أجل المحاربة.
لم تكن سيدة العام فحسب، بل أفضل من اُنتخب، وأفضل من مَثِّل، وأفضل نموذج يمكن للتاريخ يومًا ما تدوينه كإمرأة هذه المرة، تحارب في مجتمع ذكوري، من أجل إسقاط حُكام الطوائف، ويحميها الناس بدروعهم المُنهكة، وبمحبتهم الأقوى، وبثقتهم الكامنة بأنها وحدها الأصدق، ووحدها الجديرة بحمل الأمانة!
وحدها فقط!
عبدالله بعلبكي
إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!
إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!
إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟