العرّاب الفنيمشاهير العرب

آمال ماهر تخلع ثوب التصنيفات بـ “أصل الإحساس”: هل تفوّقت على شيرين؟!

تخضع الساحة الفنيّة لعدة معايير وقواعد تُقحمها بمراحل لعبة التصنيفات، حيثُ المراتب والأرقام والإحصائيات. أمرٌ لا يُطبّق على تجربة النجمة المصرية آمال ماهر الموسيقيّة، النجمة التي نقمت على مُطلقي الألقاب والصفات، لتحدث خرقًا في الخانات العربيّة، التي تُدرج جلّ الإصدارات الفنيّة بين أولى وثانيةٍ وثالثةٍ…

في مصر، صُنّفت آمال ماهر ثالثةً بعد النجمتين أنغام وشيرين عبدالوهاب، حسب مسيرتها الأقصر، التي جذّرتها الإمكانات الصوتيّة الخارقة لها، ونظرًا لإنطلاقتها الفنيّة التي مهدت ترسيخ هويتها، بوقتٍ لاحقٍ عنهما.

في “أصل الإحساس” تنقلب ماهر على ذلك الفرز المُحفّظ، رافضةً تأويد مصيرها من أجل توثيق مُسلمات تعايش أجيالًا، لتصبح ندًا شرسًا لمنافستيها، بل ولتحقّق نقاطًا في رحلة سباقها نحوهما، دون أن تتناسى الإختلاف عنهما في اللون الغنائي الذي حصرت نفسها به، ولم تتعمّد إستنساخه عنهما، أو عن أخريات.

ثلاث سنوات، والجمهور العربي في إنتظار ألبوم ثالثٍ يرفع أسهم النجمة التي لُقبت بصوت الشرق، وعرفت كيف تنزع عنها زيّ كوكبه، رغم براعتها في أداء الأغاني الكلثوميّة منذ نعومة أظافرها.

وها هي تحقق المراد!

“أصل الاحساس” لا يرقّي آمال ماهر في سلم نجوميتها، ولا يعطيها الصدارة الأنثوية المصريّة فحسب؛ بعد ألبوم النجمة شيرين، والذي رآه بعض النقاد مخبيًا للآمال، وتوجّه أنغام في ألبومها الأخير نحو السوق الخليجي، بل ويُكسب محبيها رهانهم على إجادتها، وعلى إسمها الذي بشّر مُبكرًا بأن الذهب حتّى، سيسعى جاهدًا ليستحق نيلَ شرف صنعه!

هو ألبوم بخيارات متعدّدة، حسبما يرسي كلّ ذوق على برِ إحدى أغنياته، ليتذّوق تركيبتها التي جوّدها أداء ماهر، مُغيّرًا جلده في قراراتها وجواباتها.

ثمّة نضج تتضح معالمه في تمرير إحساسها بعلوِ صوتٍ لا يغيّب الأول عن المسامع، وفي إدارة النجمة المصريّة الذكيّة في تفرّع إختياراتها، وتنوّع مواضيعها، غير الألحان والتوزيعات اللواتي لم تتداخل مع بعضهن، وكأن كلّ منهن قد عَبُرت من ألبوم منفرد!

تضمّن “أصل الإحساس” أكثر من مقطوعة غنائيّة عادية، وأكثر من مليون مُستمع رافق نجاحاتها، عبر المنصّات الإجتماعية، نذكرُ من أغنياته، لا للحصر:

١- “بداية بدايتك” من كلمات نادر عبدالله، ألحان ياسر ماجد، وتوزيع طارق مدكور، وفيها رجوع إلى ماضِ الأغاني الكلاسيكيّة، حيث الموسيقى التي ترافق إنسجامًا سمعيًا -دون تطفّل على هدوء اللحظة- وترسيخًا لتملّك أناني، غير قابل للمشاركة في قاموس المحبوب.

٢- “قالوا بالكتير” من كلمات نادر عبدالله، ألحان تامر عاشور، وتوزيع تميم، وفيها وصفٌ لحالٍ مكسور بغياب محبوبه، أو غدره، يتخلّله تمردٌ واهنٌ حيّال الحزن الذي إمتد لسنوات، وإيقاعٌ لا ينقل اللحن نحو رقصةٍ صاخبةٍ، ولا تُؤدة روتينية.

٣- “ياما عز عليا بعادك” من كلمات خالد تاج الدين، ألحان خالد عز، وتوزيع طارق دكور، وفيها حلّة جديدة غير مُعتمدة في الموسيقى الشرقيّة غالبًا، وفي بدايتها كما قفلتها، أداءٌ ملائم للتوزيع الباهر، ودعوةٌ إلى رقصة لاتينية رزينة، على وقع مناداة الحبيب بالرجوع عن قرار رحيله.

٤- “أصل الإحساس” من كلمات خالد تاج الدين، ألحان عمرو مصطفى، توزيع الموزع الهندي A.R. RAHMAN، الأخير الذي نقل إيقاعات بوليوود بنكهة شرقيّة، حيث طغى إحساس آمال ماهر، وهي تعبّر عن حبّها المُلتهب.

٥- “عايشين” من كلمات نادر عبدالله، ألحان تامر علي، وتوزيع التركي تاشكين صباح، في أغنية حملت توقيعًا تركيًا، حيث الأداء الموسيقي المهذّب، والتركيبة الشاملة التي تخرق المسامع.
شكلت هذه الأغنية حالةً خاصة عند المستمعين، لتصبح من أفضل أغنيات الألبوم، أمرٌ وافقت عليه النجمة اللبنانية إليسا من خلال إبداء إعجابها بها، وبكلماتها التي طرحت قضيّة موجوع أو إثنين، نتاج ظروف قاهرة، وحياة بائسة.

٦- “الطير الوحيد” من كلمات أمير طعيمة، وألحان خالد عز، وتوزيع تميم، وفيها نقاش حول حالة محطمّة نتيجة خيانة المحبوب، بلحنٍ كلاسيكي، يبرز إحساس النجمة المصرية.

٧- “غاب” من كلمات تركي آل الشيخ، وألحان خالد عز، وتوزيع تاشكين صباح من جديد، وهي الأغنية الأكثر إنتشارًا لماهر عبر منصّة “يوتيوب”، وفيها تعبير عن الألم برقصةٍ إيقاعيّة بارعة، دون تجريدها منطق المعاناة المتجسّدة بصوت “ماهر”، وإحساسها الآسر.

٨- “حكاية تعيش” من كلمات تامر حسين، ألحان عمرو مصطفى، وتوزيع لويس روبيسكو، حيث التقسيم اللاتيني المُمتهن للحن الشرقي، في تركيبة تكاد تكون الأكثر إعجابًا برأي جمهور النجمة المصرية.

٩- “لو رسمته” من كلمات تامر حسين، ألحان مدين، وتوزيع نادر حمدي، وفيها تغزل بالحبيب، وبملامحه، وبصفاته، وبمجمل معالمه عبر لحنٍ آخر ميّزه التجدد، لا التكرار.

١٠- “وفيها ايه” من كلمات نادر عبدالله، ألحان محمد النادي، وتوزيع اسماعيل تونش بيلك التركي، ويبدو في توجّهات ماهر لرواد الموسيقى التركية، ذكاءٌ تؤكده إنطباعات متابعيها.

١١- “اديني فرصة” من كلمات تركي آل الشيخ، وألحان عمرو مصطفى، وتوزيع طارق مدكور، وهي إحدى أجمل خيارات ماهر الموسيقيّة منذ إنطلاقها، ومنذ ما تعنوّن ألبومها السابق “اعرف منين” عام ٢٠١١، كأفضل ألبوم لها على الإطلاق.

لا تتسع السطور لوصف الحالة التي أوجدتها النجمة المصرية على الساحة الفنية، ولنُبرئ قليلًا من تُهمة “المبالغة” في الإثناء عليها، نكتفي مطالبَتها بألا تغيب مجدّدًا لسنوات أخرى، وأن تحافظ على صدارتها، كما إستحقت دومًا.

عبدالله بعلبكي

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

آمال ماهر – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى