العرّاب الفني

أنتِ..عطرُك والنور “سمر وداوود”!

داوود

الخميس الواقع في ٢٥/٨/٢٠١٦

لم يتخيلْ أحدٌ منَ الكواكبِ أنّ رحمَ الأرضِ ستنبِتُ وردةً كونيةً في كفيّكِ، ولم يُصَوّرْ لأيّ فضاءٍ أنني سأعودُ على مَتنِ الحياةِ و أحطُّ في قُزحتيكِ..

ولم يتوقعِ القدرُ أنْ أستطيعَ..فاستطعتُ..وانتظرتُ..وكتبتُ..وكنتْ..

أما بعد..

سلامُ الله على روحي التي تطوف بين جنبيكِ، وعلى النكد الذي يحوم بين هوامش رسائل الإثنين، أعتذر عن التأخير رغم أن الرسالة وصلت في موعدها لا أُنكر، ولكن غياب النّور في عينيّ قد لحقه غياب الحبر في قلمي كما وصفتِ، نعم، كلماتي السّابقة كانت باهتةً ولكنها كانت ممزوجة بتعبٍ أجهدني طوال الأسبوع الفائت، ومُصقَلة بعرقي الّذي كان لايزال يتوسّد جبيني حينها، أُقسم لكِ بالطّور، أنّ أناملي الّتي كتبت كانت ملأى بالإشتياق وأن عطرك كان يفوح فوق الورق، أظنّه تسرّب من زجاجة عطرك التي أخذتها منك قبل أن أسافر، لا أُبالغ إن قلت، أنّني كُلّما فتحت حقيبتي فاح عطرك بشكل مجنون، فتتجلين أمامي يا حبيبتي بشعرك المموّج وعينيك العسليتين، تمسحين بكفك الهمّ عن وجنتيّ، تلامسينها بدفءٍ، فأتنهد بالعشق، واغمض عينيّ للحظتين، لحظة سُكون، ولحظة حنين، وتنقطع حواسي الخمسة عن الوجود، وقلبي سادسُها وروحي ترافقها وتبقين أنت، كلهيب الشمعة أشعر بك تتراقصين وتتموجين أمامي دون أن أراكِ، وكَم يقطّعني هذا الحنين حين يتفتت هذا السراب وينهال بهالته على مسماتي المتعلقة بكِ.

إن للعطر قوة لا يفقهها الكثيرون،أخطرُ أفيونٍ للذاكرة يا سمر هو عِطرُ من أحببت ومن فقدت ومن فارقت، ترتَبِطُ بهذه الرائحة الجميلة أماكنٌ وأزمِنة وصُوَر..هذا الحنينُ في قلبي قابلٌ للاشتعال.. برذاذِ عِطرك فقط.

حبيبتي سمر، إن الله حين دعا القوم عبر انبيائه لعبادته، قام الجميع برفع رؤوسهم نحو السماء، يبحثون عنه، حيثُ عرشه، ولم يلتفت أحد، أن وضع اليد على القلب كان الطريق الأسرع له، ولعرشه، والأسرعُ لي كان أن أنظر في عينيكِ، حيثُ يُقطع الشك باليقين، أنه لا مُحال، إن من صنع حدقتيك تلك وجمع تلك الأكوان بهذه الالوان فيها، موجود فيكِ بشكل من الأشكال، ولا ريب بأنّه خالقًا يملك من القوّة أصلها، ومن التّوحيد، مكنونه، ومن الجمال، ما يقدر أن يخلقك منه.

هههه.. تذكرت حادثة ستضحكك، أتذكرين تلك القهوة التي كنت اجلس فيها؟

قهوة العمّ رامي.

في أحد الايام تناول محفل الفلاسفة العاطلين عن العمل موضوع وجود الله، فأخذ أحدهم يعطي الدّلائل بالسماء المُعلقة والكواكب المسيّرة، وكان أعند الملحدين الجالسين لا يفقه العمليات الحسابية البسيطة حتّى، فلم يكن يفهم شيئاً من تلك الدلائل “الناسية” الفضائية.

ضمن نقاشهم الحاد سألني احدهم لماذا ابتسم ولا أُدلي برأيي، فسألتهم: “أتعرفون سمر؟”

قال: “و من سمر”

  • هي دليلي الشخصي على أنّكم حمقى، ودليلي البسيط المعقد، على وجود الله ،حيثُ أنها سبع سموات وإحدى عشر كوكباً مسيّرًا لي.
    ابحثوا عن سمركم، تجدون مآربكم حول الوجود.

اصبري عليّ قليلاً، ارتاح من مشقة السفر، فتعود احرفي بما تشتهين، ويكون الياسمين نُقاطها، وارتباطها انعكاسك فيَّ.

وحاولي أن تخففي من غيرتك في الرسالة القادمة، ويلكم يا معشر النساء! كيف تستطعين أن تُبرزي غيرتك بقرطاس ودواة!

أنا ظلّك الّذي يتمسّك فيكِ حين تغيب الشّمس، فلا يوسوس لكِ الشكُ بامرأةٍ تحصي شعيرات لحيتي غيرك، هل تظنّني أبله، كي أعودَ وأتسمرَ ساعتين في حضن إحداهن دون أن أتحرك؟

سجّلي يا عزيزتي أنّ ثلاثًا من تلك الشعيرات الألف ومئتين وسبع وسبعين قد أمسوا بيض اللون،أظنها آخر موطئ أناملك،اشتاقت لها حتى شابت.

انتبهي جيداً لنفسك، ولا تنسي أبداً، بل إياكِ نسيان وصاياي، إنّ شرقيتي التي روضتها لا زالت تستيطع أن تطيح بعشقي لكِ، إذا ما ورد لي أنّك قد اضعت نظرة اعشقها في غير موضعها، أو إذا ابتسمتِ حيثُ العامة.

نعم أنني سجنكِ البشري، وانتِ حرّيتي السماوية، تقبلي غيرتي وخفّفي من غيرتك. فواللهِ إن غيرتي إيمان وخوف عليكِ، وغيرتك كفرٌ وأنانية فيّ.

سأنتظر ردّك، بشوق لا يقيسه هذا الوقت الأرضي، لا تتأخري على ناري المشتعلة.

جواد جابر

 

 

 

 

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

جواد جابر – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى