العرّاب الفني

أناملك التي أغرقتني (سمر وداوود)!

الثلاثاء الواقع في ٣٠/٠٨/٢٠١٦

سمر

أما بعد..
وديعة الله فيّ داوود..

أسعدني لا بل أسعفني احتضار النور في رسالتك الأخيرة. وأنا الّتي وقفتُ طيلة الأسبوع على حافة انتظار لا ينتهي، أتفحص بحواسي الخمس صندوق البريد بين الحين والحين وألوم السّاعي على تأخره في الوصول رغم يقيني بأنّك لم ترسل شيئًا سوى عينيكَ في اللّيل تحرسني، وتطلّ على جسدي الورديّ، تعدّلُ وضعيّة نومي، وتزيحُ ضفائر شعري برفقٍ، لتغفوَ بين النّهد والنّهد، تارةً تسترقُ قبلة وأخرى توجِع ما استطعت إليه سبيلاً..!

آهٍ لو تدري كميّة شوقي إليك التي تحفر بأسنانها قبري.
قرأت رسالتك بنصف عين وقلبين وروح لا تملّ قراءتك، سمعت فيها طرطقة أصابع يدك اليسرى وأنت تحمل القلم باليد الأخرى. ورأيتك تسند رأسك بكفّ يدك وأنت تكتب السّطر السّابع. ذاك الكفّ الأسمر القادر على حمل تعبي، أرقي، حبي وجنوني وحَملي أيضًا.

لكفّك ذاك ألف حكاية وحكاية معي، أذكرُ جلستنا على صخور جبلنا السّريّ ومكاننا المقدّس حيث لا يصلهُ أحدٌ سوانا وعين الله!

يومها مِلتُ رأسي على كتفك لتحاصرني بذراعك الأيمن، وشبكتَ أصابع يدك اليسرى بأصابع يسراي أيضًا، فرفعتُ رأسي ناحيتك مبتسمة لأراقب ملامحك، فطالني ثغرك بقبلةٍ طبعها على رأس أنفي، فأوقدتَ كلّ حواسي بلحظة!
كلّ ذلك، راودني وأنا ما زلت في السّطر السّابع، يااااه يا داوود. لو أردنا أن نسترجع ذكرياتنا لوجدنا في كلّ سطر ذكرى أو حكاية!!
أنيس روحي أنت، لا خير في جُرمٍ لا يذكرني بك، و لا خير في يوم يخلو منك ومن ذكراك.

أقلقتني في رسالتك على صحتك لجهدك المضاعف بالعمل. عينك على صحتك يا غالي، ولا تدع شيئًا يحتل أولويّة حياتك قبل صحتك ( طبعًا أنا قبل الصحة وكلّ شي، ما أنا الصحة وكل شي).

لا تضحك ولا تنغّم بصوتك أسمعك هااا؟

أتحدّثني يا داوود عن قارورة عطري الّتي ترافقك في أسفارك؟ أنسيت أن عطري هو تجمّع ندى أنفاسك يا أشهى ما شممّتُ وأزكى ما تذوّقتُ؟!

ممتنّةٌ لك ولكميّة الحنان الّذي اصطحبته رسالتك إليّ. ممتنّة لك ولكلّ حرفٍ غدًا منديلًا يكفكف دمعي ويمسح عن وجهي معالم الأسى.

ممتنّةٌ لك على هذا الكم الهائل من الاهتمام ودقّة الملاحظة. ممتنّة لك لأنّك الوحيد الذي يُذكّرني بأنّي أنثى من لحمٍ و دمٍ، و وحدك القادر على احتوائي.
وصاياك تحت أظافري لا تخَف عليها، نسيانها صعب وتناسيها أصعب.

عينك علينا، على الروح التي هجرتني واستوطنتكَ. ولا بأس دعني أغار كما يحلو لي، دعني أراك لي وحدي بعيدًا عن أشلاء النّساء.

وإن كانت غيرتي كفر، فأهلا بالجحيم!

أحبّكَ بقدر ما ستتنهد وأنت تقرأ رسالتي. أنتظرك كأمٍّ عاقر تنتظر قدوم ولدها!

عمرك الطويل سمر

الكاتب جواد جابر

 

 

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

جواد جابر – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى