العرّاب الفنيمشاهير العرب

ما نسيتك.. الأغنية التي أنقذها حسين الجسمي قبل أن تُنسى!

” ما نسيتك “، أغنيةٌ ولدت تحمل ذوقها الخاص بعيدًا عن زحمة الأغاني الفردية، وفي توقيت مناسب سيجعلها تتفرد على عرش الأغنيات الفردية لفترة.

تبدأ الأغنية بموسيقى هادئة جدا ورصينة الإيقاع خطوة خطوة، ثم تشدك صورة الجسمي داخل إطار ذهبيّ يوحي مسبقًا بانطباع ما سيقدمه، إذ تفهم أثناء سماعك للأغنية أنه يُجسّد صورة من يحب، ويضعها داخل إطار يصعب نسيانه لفرط الوفاء، وهنا يمكن القول أنّ التلاعبَ الفنيّ بين إيقاع الأغنية وكلماتها وتوزيعها متضافرٌ مع تقديمها البصريّ إلى حد التطابق، وهذا هو سر أن تكون الأغنية قد أتت باختيار رؤية حسين الجسمي.

تدريجيًّا، تلامسك الأغنية بكلماتها العراقية التي تمثل حالة شعورية خاصّة تعاش بعد قطيعة أو مفارقة تقول بعدها : “ما نسيتك”، وتثبت لك أن الجسمي أصبح حقًّا رقمًا صعبًا في أداء اللّون العراقي الذي يتوافق مع ممكناته الأدائية.

هي أغنية الامتحان الأصعب في الوفاء، نعترف فيها قدرتنا على عدم نسيان من نحب، فنعيش على ذكر خصاله: “إنت وردة ومن دمع عيني سقيتك/إنت سري وشلون للعالم أبوحه” مضيفًا مجدًا جديدًا إلى الشاعر إسماعيل الفروجي.

جودة انتقاءات الجسمي للكلمات هذه المرة، فاقت التوقعات رغم النجاح الكبير التي شهدته أغنيته “أحبك” سابقا وأغنيته “إجا الليل” التي أدّاها بذات اللّهجة.

تتميز الأغنية بكثافة عالية من الاستعارات الجميلة، تروي في آن قصة وفاء كاملة؛ من لحظة اللقاء الأول “من لقيتك” في المقطع الأول إلى لحظة الشوق الصعب في المقطع الأخير، فهي أغنية دائرية تبدأ حيث تنتهي، والواضح أن حسين الجسمي قد استغل بذكاء نجاحها الجماهيري السابق، قبل أن تخفت بقليل في الذاكرة السماعية للأجيال.

اللافت في مهارات الجسمي، هو قدرته على فصل طبقات صوته بمهارة إبداعيّة لدرجة أنك تندهش من انتقاله لطبقة وأخرى، كما لو كان ليس الصوت ذاته، وهكذا جاءت أغنيته ما نسيتك، التي لعبها بتوازن صوتي خارق، يقوى مع العبارات الأشد انسابية ثم يكررها بصوت أقل درجة، ليعطي بذلك عمقًا للأغنية في الحالتين.. صعودًا فنُزولًا.

يجدر الاعتراف أن الأغنية القديمة التي يقع تحيينها بصوت مميز مسبقًا بطبقاته وأدائه المختلف يجعلها أحيانًا تفوق نسختها الأصل كما لو أنك تسمعها لأول مرة، بل تبعد الحنين عن سماع الإنتاج الأول لها، وهو ما نجح فيه الجسمي عندما أعادها عن الفنان عادل عكلة الذي كان يعتبر الفنان العراقي الأول في فترة أواخر الثمانينات، فالإحياء للأغنية قدّمها بنمطٍ مختلف يُبعد عنها الإحساس بقِدمها.

يبقى ما يميّز إسم النجم الخليجي هو اختياراته للأغنيات الفرديّة بمهارة، فهو يكرّس على الأغنية جهده الصوتي كما لو كان سيقدّم ألبومًا، ما يجعله منافسًا صعبًا في طريقة تقديم أغنية فردية تنجح لأشهر طويلة بين المراتب الأولى.

محمد الخزامي

 

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

ما نسيتك  – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى