العرّاب الفنيمشاهير العرب

سعد رمضان النجم الذي لم تغيّره الأرقام وبقي على أصالته في منا وجر!

بالأمس في برنامج للهواة كان شاباً يافعاً، استقطبَ إليه الأنظار ولم يكن سقف حظوظه يرسم له حدوداً أبعد من الشهرة. إلّا أنّه أفسح لنفسه مكاناً في صفوف المتقدّمين ليبرِقَ نجمه في منصّة المنافسة. ليصبح سعد رمضان اليوم مع “شو محسودين” محطّ تركيز حسّاد الإنجازات الرقميّة التي تحاكيها أغنيته المليونية.

باستضافةٍ حملت اسم “صاحب أغنية الـ 13 مليون” حلّ رمضان ضيفاً ممتعاً عبر أثير جلسة “منا وجر” ليُصادق على فرادة الأغنية والقفزة المهمّة التي مدّته بها “شو محسودين”. وكما لكلّ شيء للأغنية أيضاً في بدئها حكاية، هكذا روى لبيار رباط تعلّقه بلحنها منذ أولى سماعها. وأنّه عزم على امتلاكها دون تردد.

مع اعترافه بفضل الأغنية وثقته الفطريّة بأنّها ستحقّق شيئاً من الضجّة، لم يُنكر سعد بأنّ الأغنية هُيّأت في الأساس للفنان صابر الرباعي كلحنٍ وُضع عليه كلام آخر، فلم تنَل اقتناع الأخير. لتُعرضَ لاحقاً على نجوم آخرين رفضوا تبنّيها. وكأنّ القدر جيّر حظوظاً حليفة لسعد ليحظى بنعمة هذه المقطوعة النرجسيّة بمضمونها، وبالتفاعل الذي تمكّنت من خلقه وسط أذواق الجمهور.

نجوميّته المطلقة تدور في نظامٍ متوازن يُبقيها دائماً قيد السيطرة، متحدّثاً عن نجاح الأغنية وكأنّها منفردة بالجهد لوحدِها، متجنّباً أساليب إقحام الذات وإظهار الفضائل، كما عوّدنا نجوم الألقاب والأرقام المحطِّمة. وهذا ما يحسب تواضعاً منقطع النّظير لنجمٍ بخامته الصوتية، وعِرَبه المرنِّمة للفرح والحزنِ دون مجهود ملحوظ.

ولمرّةٍ مكرّرة أثبت سعد رمضان أنّ تصاعد وتيرة نجاحاته يقرّبه أكثر من الناس ومن أهله وبيئته. فهو لا يرتفع مقاماً إلّا بهم ولا ينتظرُ جواباً سوى منهم. من يعرفه عن كثب يدركُ عمق شخصيّته وأنّ الأرقام مهما بلغ شأنها، تبقى وسائل لقياس حسابات ونسب مشاهدة عارية عن المكوّنات الإنسانيّة، التي يحتاجها الإنسان ليكون نفسه.

تلمِسُكَ في حديثه نبرةٌ إنسانيّة محقّة وجارفة في آن. قيمُ البيت الشرقيّ وتقاليد البيئة المتآصرة وما بينهما من كرمٍ وضيافة ونخوة وشجاعة وطيبة ومرونة التعاطي والتضامن لمعت كلّها في عينيّ سعد أثناء حواره الذي دار مع فريق “منا وجر”.

بدت سرعته البديهيّة في تلقّف الأسئلة وسلاسة الإجابات بعفويّة نكّهتها صراحة صادمة حول مشقّات طريقه الفنّي، والأعمال التي مارسها في بداياته لتأمين سبُل عيشه. سعد الذي أجاب بفخر علنيّ أنّه عمل كنادل ودهّان قبل دخوله إلى ستارأكاديمي. ولم يخجل بالإعتراف بفضل “السّلَّم” كمصدر حظّه الوفير عندما تلقّى أهم مفاجآت حياته، من على منبره الكادح.

قدّم باعتزازٍ كبير ابن “برجا” بلدته الأمّ كشريكٍ له في الإستضافة. بتخطٍّ مذهل لوضعه الخاص مدّ يده لرفيق أبو الريش الذي أُتحِف الجميع بموهبة صوته وإحساسه، والأهمّ ببصيرته الثّاقبة بالأغنيات، التي لم يستطع فقدانه النّظر ارتهانها. مؤكّداً أنّه يدرك تماماً صعوبة الوسط الفنّي وأنّ دعمه لرفيق يأتي من إيمانه أنّه أحد أفضل الأصوات.

سعد العاشق أربكه الحبّ أثناء الحوار، فلم يستطع التحكّم بخفقات قلبه التي تسارعت عند ذكر بيار لحبيبته ومحاولة الإتصال بها. ليُعلنَ أنّه متصالحٌ مع الحبّ ويجيد وزن الأمور. إلّا أنّ المفاجأة كانت حول عدم إفصاحه عن صور وهويّة محبوبته الذي أرجعه لطباعه الشرقيّة المترسّخة في برمجة تفكيره. ليؤكّد حرصه على سمعة الفتاة وخوفه من عدم اكتمال النصيب.

أبدى الفنان الشغوف بالموسيقى تعلّقاً محكماً بالجذور، معتبراً أنّه ليس مهماً أن تبدأ من الصفر بل الأهمّ هو أين ستصل لاحقاً. وهو الذي لا يتوانى عن ذكر حنوَته لبيت ضيعته برجا، ومفاهيم البساطة والتلقائيّة التي صبغت مكنوناته الروحيّة.

المفارقة الرابحة في نجاح سعد أنّه بقيَ ذاته قبل الشهرة، معها ومن بعدِها، ليغدو مشلّحاً من مجمل معاني التزلّف والإغترار بالنفس، والنظر للآخرين من بعدٍ شاهق. في مشاهدته متعة سمعيّة تصقلها سمة المتواضع، المتخلّص من جلّ مباهر الأضواء.

أليسار جابر 

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

سعد رمضان – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى