العرّاب الفنيشاشة

شيرين عبد الوهاب تفيض عفوية وذكاءً في تخاريف وتتصدّر الترند – صور

تخاريف شيرين عبد الوهاب ليست كأي تخاريف قد تقال بين إثنتين في “وفاء” الحديث.. وربما كانت تحتاج الإعلامية وفاء الكيلاني حقًا، لأنها تفتح لها شهيّة البوح الذي تحتاجه لتتكلم عن كل شيء دفعةً واحدة، دون قيود.

من الواضح أن شيرين كانت تحتاج إلى كثير من الكلام وأن تروي كل ما يُخفيه قلبها بصراحة لا حدّ لها وعفويّة لا حدّ لها، حتى أن جسدها كان يتكلّم معها في التفاصيل السرية التي جاءت لتقولها.

جاءت الحلقة مشحونةً بالحبّ وبجرعة أحاسيس فائضة بروايات كثيرة، عبرت عنها بإرياحيّة كبيرة وكأنها في جلسة بعيدة عن أعين الكاميرات وصائدي جدلها في كل مرة تظهر فيها، بل كأنها تتكلم مع صديقة مقربة تخالسها بعض المواضيع النسائية حينا والعامة حينًا.

تفاعلت مع أسئلة وفاء وفضولها الإعلامي، بمنتهى البراءة والأمل والحريّة والطلاقة والحكمة والإيمان، وحتى بالحزن اللامع أيضًا، وتشعر في كلامها بتلك التنهدات السرية التي يكشفها كلامها في المايكروفون القريب من أنفاسها الحادة، وعندما تتعمق في بحة صوتها الخفيفة.

هذه المرة، شيرين كانت منتبهة لعادتها في إثارة الجدل الكبير، وتعمّدت أن لا تخوض كثيرًا في الحديث عن النجوم، وظهر عليها كثيرٌ من التحفّظ والتكتّم. لكنها كانت بالمقابل الأكثر ضوءًا بما تحدت نفسها على أن تقوله علنًا، وهو ما ميّز حواراتها ويشدك لسماعها، سواء حين تحدثت عن الحياة أوالحبّ أو عن نفسها.

في الحياة:

بإمكانك أن تقرأ رؤى شيرين في الحياة بلغة جسدها وردود أفعاله السرية ولمعة عينيها وخفة دمها وملامحها التي تعكس مباشرة أسئلة وفاء الكيلاني.

أوضحت بهدوء وانفعالية معا ومن دون تصنع عن سعيها لتعيش حياةً متوازنة وخفيفة تحفظ لها أحبائها وحبيبها لا أكثر، أمنية بسيطة تتلخّص في سكينة القلب، رغم أن الحياة سلبتها والدها وظنت لولهة أنها استكثرت عليها الفرحة على حد تعبيرها، قبل أن تدرك أنها ستعوضها بحب لم تكن تظن أنها ستحظى به، كما روت كمّ المكائد التي جعلتها تعيش “أزمة ثقة” مع أشخاص وثقت بهم كثيرا ولم تتوقع طعنتهم رغم حبها لهم.

لم تُخفي المواقف الصعبة التي عاشتها وتحدّيها ظروفًا لم تدعها رغم نجوميتها ودفعتها للتفكير في الانتحار، ومن الواضح أنها تتعلّم من تجاربها واحتفاءها بوصولها نضج الثلاثين.

أيضا، كانت ذكية في اختيار باص حياتها بشكل كبير. وبالأحرى ركاب الباص الذين انتقتهم برمزية عالية لا تضطر بعدها لأن تغير راكبا على آخر وتنزل هذا الفنان وذاك -وهو ما حماها من إثارة الجدل أيضًا-.

اختارت ركّابًا يمثلون الحياة حقًّا، والذين يمثلون سيرًا آمنا في رحلتها. منهم طبعا زوجها حسام حبيب، كما ارتكز اختيارها للفنانة فيفي عبده كرمز للطاقة الإيجابية والسعادة، ونانسي عجرم كرمز للمرح والجمال الضاحك، والفنانة أصالة لفنون الأكلات اللذيذة، ولكل من صابر الرباعي وحسين الجسمي ولفنانين آخرين يضيفون أجواءً غير عادية باختلافهم وتأثيرهم المميز عليها، بل حتى أنها اختارت الشعراء والملحنين الذين اعتبرتهم أساسين في حياتها حسب قولها، مثل الشاعر أمير طعيمة وأيمن بهجت قمر، ولم تخفي أيضا حاجتها لأنغام كرمز للهدوء والاسترخاء من العصبية التي تسببها الضغوطات العاصفة، والصوت الآمن الذي نهرب إليه من الضجيح المحيط بنا، ما يعني أن كل الأسماء التي ذكرتها هي دائرة شيرين حقا الأوسع لديها من دائرة النجومية.

في الحب:

لم يكفِ كليب “حبه جنة” لتعبر عن حالة حبها العالية بمشاعرها الكبيرة تجاه زوجها حسام حبيب، فأخذ في حلقة تخاريف الحصّة الأكبر من الكلام وركزت عليه باهتمام مفرط وبانتباه شديد، ببهجة من عثر على كنز حياته أخيرًا.

كشفت أنها لم تكن تتوقع أن تدخل في علاقة حب، فزواج من شخص مثله، ذلك أن قصتهما أساسًا بدأت بصداقة.. لكن ثمة فضول يجعلنا نسأل لماذا حسام حبيب تحديدًا؟!

ما نلاحظه من شيرين، نفسيًّا وعاطفيًّا ومن حركاتها التعبيرية، أن حسام محطة منقذة وبارزة ومؤثر عليها لحد كبير، بل بدا لنا نفسيا، كونه الرجل المنقذ الذي دخل حياتها فجأة، وكان حلّا كانت تحتاجه لتخرج من معاركها الذاتية الصعبة، والذي قام بانتشالها من ركود الحياة التي كان ينقصها “راكبا” مثله، ويخفف عنها قيادتها لحياتها بنفسها، رغم الأجواء المتقنة الاختيار التي تدلل بها ذاتها داخل الباص، وما فعله حسام أنه حقق لها تصالحها مع ذاتها، ويُفهم أنه جاء حياتها في وقت حسّاس وساندها من أزماتها النفسية.

حسام في الحقيقة لم يحمِ شيرين من الحياة وخوضها لها، بل حماها أوّلا من مطباتها الذاتية، فإن شخصًا يعاني من مآزق نفسية حادة ويجد أحدا يهتم به بشدة، حتما سيعلق في حبه، لأنه يجدد معنى وجوده في الحياة.

لا عجب، في أن تكون قد وصفته حينًا بالدكتور النفسيّ كطبيبها الذي تسافر إليه، وحينا بالملجأ والسند الرجوليّ الذي تختبئ المرأة تحت جناحه لتستكين، وبدا ذلك واضحًا من كل تعابيرها وإيحاءاتها وكثرة حديثها عنه في كل نقطة من النقاط الرئيسية لأسئلة وفاء… ذلك أن حسام هو كل أجوبتها في أي اتّجاه!

عن نفسها:

قد تحزن، عندما تلاحظ تنهدات شيرين المخفية بين طيات كلامها عن نفسها وذهابها بين الماضي والحاضر بكثرة، بل حتى في اختيارها لما غنته في وصلات الغناء..

دونما تفكير مسبق، غنت “زمان” و “كدابين” و “ضعفي” وتماهت مع إحساسها طويلاً، في 3 مقاطع جسمت فوريا حالتها النفسية.

تشعر أن شيرين مجروحة ومتعبة من كثير من البشر ومن كثير من الخائنين، وأنها حقا مرت بتجربة ضعف صعبة ولم تجد خلاصها إلا في حب رجل أصبح قدرها الجديد بامتياز ودليلها النفسيّ. وهنا، تكلمت شيرين بغاية العفوية والاهتمام والانسجام وكانت أكثر اعترافًا ومصارحة.

اعترفت شيرين أنها تعاني من مرض الوسواس القهريّ الذي يعذبها باستمرار، ويوهمها بأحداث لن تحدث، وبأفكار قهريّة تتسلط على الذهن وتشوشه لعدم القدرة على الهروب منها، وأنها تلجأ للمهدئات لتنام، والظاهر أنها كانت تعاني منه من سنوات وكان على خلفية إقدامها للانتحار بلا شك ذات يوم، قبل أن تعود لإيمانها ورشدها، ولم تخفي سفرها لإحدى الدول الأجنبية لتتحدث مع طبيب نفسي شهير، وأوضحت بجرأة حاجتها للكلام البسيط فقط معه، ولا يعنيها وجود المترجم بينهما بالضرورة، لأنه يريحها ويفهمها إلى حدّ كبير من دون أن تخاطبه كثيرا، بل لحدّ شبهته بمن تختاره لصيانة باص حياتها في المطبات التي تعترضها.

رغم ذلك، قد تطمئن قليلاً لأن رغم حالة الاكتئاب المرّ الذي عاشته، حاولت أن تخرج سالمة وأكثر إقبالا على الحياة، لا سيما وأنها حققت بحسام جزءًا كبيرا من سلامها الداخلي واستطاعت بحبها له نسيان وسواسها وقفزت بالحبّ إلى مرحلة آمنة وجديدة عبّرت عنها بمرحلة “النضوج”، ويظهر مليا مدى تأثير طاقة الحبّ الإيجابية عليها.

هكذا كانت شيرين في تخاريف، وفية للأسئلة جميعها، وتكلمت من أعماقها في كل شيء دون حرج متعمد، ولم تحاول المراوغة أو الهروب من “مَكر” وفاء الخفيف الباحثة عن الكثير عنها، ويظل أكثر ما تنتبه له هو تغير شيرين التام في تفكيرها ومنطقها وتطورها.. أي بين حوارها معها في تخاريف، وبين حوارها السابق معها في برنامج المتاهة قبل سنوات.

محمد الخزامي

https://twitter.com/ultrassherineeg/status/1095063673901592576

 

إقرأ أيضًا: بعد سعد لمجرد..مدير أعماله متهم أيضًا بالإغتصاب؟ إليكم التفاصيل!

إقرأ أيضًا: أنجلينا جولي هل تدخل إلى العائلة المالكة قريبًا..هذه التفاصيل!

إقرأ أيضًا: فضل شاكر يعود بهذه الأغنية وكيف ستكون ردة فعل الجميع والفنانين؟

شيرين عبد الوهاب – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى