العرّاب الفنيمشاهير العرب

تامر حسني كما لم يجرؤ أي فنان عربي..مشاعر تبلغُ ذروتها – فيديو

طرح الفنان تامر حسني كليب ناسيني ليه بطريقة مبتكرة وذوق عال، ترجمه إخراج سعيد الماروق في رؤية فنية عميقة ولمسة إبداعية خاصّة.

يأخذك الكليب إلى الإسكندرية، المكان الرومانسي الأكثر والأنسب على الإطلاق لولادة قصة حالمة بتفاصيلها كهذه.

ناسيني ليه.. هو أكثر من كليب واقعي لقصة قد تحدث بين إثنين يحبّان بعضهما لولا المكابرة التي تؤدي إلى فراقهما، وتدفع أحدهما إلى اختيار بديل، من دون أن يطفئ ذلك عذابه.

تجسّم أسيل عمران دور العاشقة التي اختارت غير من تحب، بعدما أصبح الكبرياء وعدم الاعتذار أو رفع العتب سببًا للفراق، ذلك أنها لم تكن راضية بمن اختارته، وهو ما يكشفه بكاؤها وانهيارها بعد أن تم عقد قرانها بشخص آخر.

بعد تلك اللحظة الأولى في الكليب، يعيش تامر دور العاشق الذي أخذه الندم، وتنهال عليه الذكريات الأشدّ وجعًا، والتي عاشها في أماكن كثيرة في الإسكندرية، وهو ما أضفى على الكليب بُعدًا خاصًّا وواقعيًّا.

إبداع سعيد الماروق في إخراج هذه الفكرة أنقذها من أن تكون تقليديّة أو عادية كما اعتدنا في الأغاني المصوّرة، فلم يلجأ لطريقة الفلاش الباك العادية، بل جعل تامر يعيش ذكرياته أمامه، ويرى في حاضره الزمن الماضي الذي عاشه ويرى نفسه وحبيبته وكيف كانا معًا، وجعل ذاكرته بهذه الطريقة تستعرض مجريات قصتهما العاطفيّة باسترسالٍ يكاد يدفع بتامر أن يلمس حبيبته من جديد، قبل أن يستفيق في كل لقطة من هذه الذكريات، على الوهم.

يعود تامر بهذه الذكريات إلى مشهد خصام احتدّ، يفسر مرئيا سبب قطيعتهما النهائية، وعبر من خلاله عن الندم الكبير، بكونه أراد إصلاح الماضي ويتدخل أمام نفسه الغاضبة آنذاك محاولا أن يرد تصرفه ذاك السابق لإنقاذ الحبّ دون جدوى.

في آخر مشهد تعلو بك مشاعر الكليب إلى ذروة غير متوقعة، حيث التقيا هناك من جديد صدفة. في البدء يخال المتلقي أنهما سيعودان أخيرا، لولا أننا نفاجئ بكون الكليب يعيد من جديد مشاعرهما على حد سواء أمام ذكرياتهما، وعبرا من خلال تقاطع الشخصيات بين الماضي والحاضر و بالتقنية ذاتها عما هو محسوس ولا يعيشانه إلا بداخلهما فقط، كاشفين أنهما يريدان العودة حقا، قبل أن تعلن إماءة أسيل عمران عن طفلة تقف بجوارها، هي إبنتها، والتي أصبحت دليلا مانعا لرجوعهما.

بهذه الطريقة، خرج سعيد الماروق إلى نهاية القصّة التي تحمل رسالة خاصة، أهمها ألا نتسرّع في اتخاذ قرارات ما وأن لا نختار أحدا مباشرة انتقامًا لحبيب، لأن لا سوانا سيندم من ذلك لاحقا مادام القلب متشبثا بإصرار لمن نحبه بعد، وهو ما جسمته بوضوح أسيل عمران، أما في تامر حسني فيحمل رسالة دلالاتها أن لا نكابر بالغضب على مواقف قد لن تستحق وسندفع عليها ثمنا غاليا، ضريبته أن نفلت من نحبه للأبد، وهنا يظهر تضافر كلمات تامر حسين وألحان تامر علي في نقل خلفية هذه المعاني لكليب ناسيني ليه.

أيضا تجدر الإشارة إلى أن مخرج الكليب كان ذكيا في التعامل مع عرض الأغراض الإشهارية كالهاتف وفستان الفنانة أسيل عمران الذي ظهرت به في أول مشهد، بينما اهتم إلى حد كبير بالجانب السياحي لمصر وعرض من خلال اللقطة العامة للإسكندرية جانبا مشرقا لها يطل على البحر بالإضافة إلى الجولة الافتراضية التي عشناها فيها، معيدا بذلك سحر هذه المدينة في النفوس.

محمد الخزامي

 

 

تامر حسني – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى