العرّاب الفني

في عيد الأم: هل كلّ والدة تنال شرف الأمومة؟

في عيد الأم: هل كلّ والدة تنال شرف الأمومة؟

الواحد والعشرون من آذار، أو ما يُعرف بعيد الأُم، حيثُ وفي عصر الإنترنت تمتلئ الصفحات الشخصية والعامة بصور الأُمّهات وصور الهدايا والورود التي تغطي قبور الأمهات اللواتي توفين، مصطحبة بـ “كابشن” عن رَحمةَ الله التي انتقلت الى رحمةِ الله..

فعلاً، بدليل ديني ودونه، إن الأم هي تجسيد بشري لصفة الرحمة، حتى الملحد، يعترف بأن الأم هي الحياة.

إن الخالق قد أعطى فعل الولادة كمعجزة فقط للأنثى، ويكفيها هذا الاستثناء كي تكون في مرتبة قريبة، قريبة جداً، من الله، فإن كانت الجنة تحت قدميها فلا شك بأنّ عينيها قد تساوت مع (..) العرش!

ولكن، هل كلّ والدة نالت شرف الأمومة!؟

يؤسفني الحال الذي وصلنا إليه في هذا العصر “التنكي” الملون بقشرة من ذهب، نعم، تنكي!

في مقارنة بسيطة بين جيلين، وأقل، اختلفت طبيعة الأم كثيراً، وهُنا سلام لأمي التي شقت وتعبت في تربيتنا، سلام لأناملها التي مرت على ستة رؤوس دون تعب ودون ملل ودون تقصير، وسلام لكلّ أم تشبه أمي، تلك الشمس النادرة اليوم.

في طفولتنا قيل عن الأب “هو الذي تطلب منه نجمتين فيعود حاملاً السماء على ظهره”.

هذا صحيح، ولكنه أيضاً في حينها، في عصر “البريد”، و”شريط المسجلة” و”أشرطة الفيديو القديمة” التي كانت تأتي من بلاد الإغتراب، كانت الأم، أُماً وأباً، هي التي كانت تطلب منها نجمتين، فتُخيط لك السماء وتحيك لك منها كواكب المستقبل، وإذا فقدت موادها من صوف وصنارة، تذهب لتبيع ذهبها بغية إسعادك.

إن الأمهات اللواتي ربتنا أمسين نادرات، في زمننا كانت الأم تهز المهد بيمينها والعالم بيسارها واليوم تهزّ المهد بقدمها وبين يديها هاتفها، تتنقل عبره من (الفايسبوك) الى (الواتس اب) الى (الباب جي)..

وتنفجر غاضبة بين واجب الأمومة وبين واجبها العسكري في بوشنكي “يللا خلصني نام “.

نعم انها تعبة من تربية ابنها الذي لم يبلغ السنتين، ولكنها ظنت أنها حين هيأت له غرفة خاصة، أن دورها في التربية انتهى، رحم الله الأم التي كانت ترضع الصغير وتهز للكبير وتغني للوسطاني.

لقد اختلفت المعايير وانخفض سقف الأم الجبارة، بعد أن كان هذا اللقب يعطى للأم التي ربت وكبرت وعلمت ثماني أطفال لوحدها، صار يعطى اليوم لتلك التي ربت ولداً واحداً في غربة سنتين، يتقاسم معها هذا اللقب خادمة أو اثنتين، وأمها وحماتها وجيرانها.

أنا لا انتقد الجيل بأكمله ولكنني أخاف من ان تورث أمهات اليوم “المودرن” صفات الأمومة المزيفة للجيل القادم، و”بتروح المنيحة بعزا القبيحة”.

أخاف من التربية التي ينالها أطفال اليوم عبر “أغلب!” الأمهات التي نراهن اليوم، التي تظن في استيقاظها الباكر لتلبس أطفالها أنها قامت بهذا الواجب المقدس، التي تعتمد على “اليوتيوب” و”طيور الجنة” في تطوير وعي طفلها..

الوالدة هي التي تولد، بعض الوالدات اليوم قد اقتصر فعلهن على الولادة ولم ينلن شرف الأمومة التي نالتها وبجدارة والدات الجيل الماضي وما قبل.

من قلبي وعقلي وروحي، أدعو الله لجميع (أمهاتنا) اللواتي تخطين الخمس والأربعين وسام حنان وحب وشرف وتضحية، وللأمهات الصالحات النادرات في هذا الزمن الصعب، أدعو الله أن يمسك بأيديهن ويطيل أعمارهن ويبقين حاملات شعار الأمومة التي يعرفن دورها جيداً، التي تمثل رسالة الله ومحبته وحنانه على الارض ..

كل عام و أنتن بألف خير.

الكاتب جواد جابر

 

 

 

إقرأ أيضًاناهد السباعي تكشف سرّ عدم ذهابها إلى حفل زفافها: “هذا ما حصل معي”!

إقرأ أيضًا: منة شلبي تردّ على السؤال الأكثر تداولاً في العالم العربي..تعرّف إلى إجابتها – فيديو

إقرأ أيضًا: لطيفة التونسية ممنوعة من الغناء وتكشف عن الأسباب – وثائق

عيد الأم – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى