العرّاب الفني

ما هي الأسباب الكامنة وراء معاناة الأهل مع أولادهم أثناء المرحلة الدراسية؟

يعاني معظم الأهالي عند بدء موسم الدّراسة من العديد من المشاكل مع أطفالهم تتعلّق بعدم قابليّتهم للتّعلّم أو حتّى الذّهاب إلى المدرسة وهو ما يُصعِّب الأمر على الطّرفين فيكاد الأمر يتحوّل صراعاً لا عمليّة تطويريّة.

يُرجع أخصائي  التنمية الذاتية والإستشاري في الإدارة والقيادة د. هادي صفا أسباب ذلك إلى عدّة عوامل من بينها شخصيّة الطّفل التي يتخلّلها نوع من الدّلال، حيث بات على يقين بأنّ طلباته ستتحقّق عاجلاً أم آجلاً.

فأغلب الأهل يفتقدون التّصرفات الحازمة مع أولادهم، فلا يحبّذون رفض طلباتهم وهو ما يشجّع الأولاد على اعتماد مبدأ التّفاوض حتى بعد اتّخاذ الأهل قرارهم النّهائي، وهذا يعود لقناعة ذاتيّة لدى لأبناء بأنّ  فتح النّقاش من جديد في موضوعٍ ما سيُغيّر من رأي الوالدان.

مثل هذه التّصرّفات من الأهل برأي الدكتور هادي صفا، إنّما تعود إلى عدم رغبتهم بالتّعامل مع أولادهم كما تعامل معهم أهاليهم في السّابق، وبأنّ جواب الرّفض الذي تلقّوه في طفولتهم، يُفترض أن يكون معاكساً في تعاملهم مع أطفالهم.

تزامناً مع ذلك، فإنّ قدرة الإستيعاب عند الطّفل تلعب دوراً كبيراً في هذه المعاناة التي يمرّ بها الأهل مع أولادهم، وهي غالباً ما تكون ضعيفة بسبب افتقار الطّفل لمهارات معيّنة، لذلك فمن الضروري التّوجّه عند أخصّائيّين في المجال التربوي لمساعدة الأهل على تحسين مهارات أبنائهم.

وربّما العامل المهم في هذه المعاناة بحسب هادي صفا، يتجلّى في عدم قدرة الأولاد على إستيعاب المنهج الذي يبلغ من العمر حواي ستّين إلى سبعين سنة تقريباً، ويتضمّن تفاصيلاً تعود لسنواتٍ طويلة ماضية يتمّ فرضها عليهم في عام 2019.

فهذا الجيل أصبح بإمكانه الحصول على المعلومات التي يريدها بكبسة زرّ وبوقت قصير عبر الإنترنت ما يجعلهم غير مقتنعين بفكرة حفظها في عقولهم بوجود مكانٍ يحفظ عنهم ما يريدون ويجعلها بمتناول أيديهم.

أضف على ذلك، أنّ العديد من المواد الدّراسيّة التي تدخل في هذا المنهج (التربية،التاريخ، والجغرافيا) أصبحت بعيدة تماماً بمضمونها وتفاصيلها عمّا يواجهه الأولاد على أرض الواقع.

فالمبادئ والقيم التي تسعى مادّة التّربية مثلاً إلى تعزيزها في الأطفال أصبحت تتعارض مع ما هو موجود في الحياة الواقعيّة ما يخلق نوعاً من التّصادم والضّياع داخلهم يجعل ردّة فعلهم على دراستها غير إيجابيّة يتبعها رفض للمعلومة.

من ناحية أخرى، فينصح الدكتور هادي صفا إشراك الأولاد في نشاطات خارجيّة بعد المدرسة تجعلهم في تفاعل دائم مع المجتمع من حولهم بدلاً من تمضية الوقت طوال الأسبوع على الآلات التّكنولوجية الحديثة.

فالإندماج في المجتمع يُشجّع اللأطفال على خلق شخصيّتهم، كما تساعدهم في تطوير حياتهم الإجتماعيّة التي سيحتاجونها في المستقبل القريب.

كما أنّه من الضّروري ربط مبدأ المكافأة بالعمل الذي يقوم به الطّفل، وتعزيز مبدأ العقاب عند الخطأ، وشرح السبب الذي دفع الأهل لأي خطوة من هاتين الخطوتين، ما يجعله مدركاً لعواقب أفعاله.

مريانا سويدان

 

 

إقرأ أيضًاناهد السباعي تكشف سرّ عدم ذهابها إلى حفل زفافها: “هذا ما حصل معي”!

إقرأ أيضًا: منة شلبي تردّ على السؤال الأكثر تداولاً في العالم العربي..تعرّف إلى إجابتها – فيديو

إقرأ أيضًالطيفة التونسية ممنوعة من الغناء وتكشف عن الأسباب – وثائق

هادي صفا _ العراب

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى