العرّاب الفني

نادين جوني: ستنام مطمئنّة بعد اليوم!

في لحظات الموت، تختلف ردّات الفعل، البعض يُفرغ حزنه في وقته، والآخر يُحاول الإحتماء بالصمت، كي يحمل ردّه الحد الأدنى من المنطق، لكن وقع رحيل نادين جوني كان أكبر من ذلك.

لا موضوعيّة تستطيع التعبير عن غضب عارم في نفوس الكثيرين ممن عرفوها بصوتها الذي لطالم ارتفع بوجه الحرمان.

لا حياديّة في موت ثائرة عرفتها أمهات حُرمن من أبنائهن، كحالتها، لكنّها استطاعت إشباع نفسها بقوّة وزّعتها في درب حلمها الأساسي.

نادين الفتاة التي تملك من الحب بداخلها ما يكفي ليجعلها وردة كل الفصول، خانها الموت قبل أن تغفو أكبر وقت ممكن بين أحضان “كرمها”.

أيُّ سخرية قدر تلك التي حوّلت أنقى الحقوق وأكثرها استحقاقاً، لتُصبح أحلاماً لأمّ تحمّلت آلاماً كبيرة كي ينتزعها منها مسؤول بكل ما يملك من ضعف.

ليست قوّة أن يوقّع أيٍّ كان على ورقة سلخ طفل عن أمّه كما يعتقدون، بل هو ضعف إنساني ومحدوديّة فكريّة.

أن تنغرس في قلب والدتك ليلاً كي تمسح عنك عبء النهار، ثم تستيقظ صباحاً وتستخدم الدفع المعنوي الذي ملأته فيه أمّك، وتوافق على حرمان إمرأة من طفلها، أي عبثيّة هذه؟

أن تتواطأ مع أبٍ سلّم ضميره لأقرب سوق تجاري، وصنّف عدم مشاركة أم إبنه الحضانة رجولة، ثم يتم إصدار الحكم بإسم العدالة، ذلك أعلى قمم التفاهة.

رحلت نادين بعد قهر يومي على مدار الساعة بشوقها لابنها، لكنّها بقيت صامدة في وجه قرارات بالية وأحكام ليست إلا في مصلحة من لا زال مؤمناً بها وبتطبيقها.

ستنام عينا نادين مطمئنّة بعد اليوم، فلم يعد بمقدور أحد أن يمنعها من رؤية فلذة كبدها وقضاء الوقت معه، ستُحقّق حلمها الذي ماتت في سبيله بمكان أكثر عدالة ورحمة.

لكن من كان السبب في قهرها طيلة السنين الماضية لن يجد مبرّراً لفعلته، وسيبقى صوت نادين كابوسه الذي يسرق منه لحظات الفرح كما أخذها من أمهات كُثُر.

أغمضت-من أشارت بكل جرأة إلى أنّ مكمن الفساد ينبع من صلب منفّذيه -عينيها، علّ موتها يكون المسمار الأخير في نعش قوانين جائرة وتنتصر أروقة المحاكم لحق الأم بالحضانة.

مريانا سويدان

إقرأ أيضًا: منة شلبي تردّ على السؤال الأكثر تداولاً في العالم العربي..تعرّف إلى إجابتها – فيديو

إقرأ أيضًالطيفة التونسية ممنوعة من الغناء وتكشف عن الأسباب – وثائق

إقرأ أيضًاناهد السباعي تكشف سرّ عدم ذهابها إلى حفل زفافها: “هذا ما حصل معي”!

نادين جوني – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى