العرّاب الفنيمشاهير العرب

نادين نسيب نجيم.. نجاحٌ لم يأتِ من فراغ!

نادين نسيب نجيم.. نجاحٌ لم يأتِ من فراغ!

“الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، ھم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل” هذا ما قاله أحمد زويل واختصر من خلالها سبب عدم تطوّر أمّة العرب، وهو الأمر الذي ينطبق على الوسط الفني في لبنان أيضًا.

تكمن المشكلة الكبيرة اليوم في الوسط الفني اللبناني بعدم احترام البعض لنجاحات زملائهم ومحاولاتهم الدائمة للهجوم على الممثلين الناجحين والذين حققوا إنتشارًا تخطى حدود الـ 10452 كلم مربع، على عكس ما نراه في هوليوود، حيث لم يسبق أن شاهدنا ممثلاً ينتقد أو يقلّل من أهمية أي ممثل آخر، كذلك الحال في مصر التي يتضامن نجومها ضدّ أي هجوم ويدعمون بعضهم في كلّ مناسبة.

في لبنان على سبيل المثال، تمكنت النجمة نادين نسيب نجيم من تحقيق نجاح عربي فاق كلّ التوقعات لأكثر من 6 سنوات متواصلة، حتى أصبحت الرقم الصعب في الشهر الفضيل وباتت تُنافس أهم الأسماء العربية.

ومن الطبيعي أن نرى باقي النجوم يصفقون لنجاحها وهو ما يفسح المجال أمام أي ممثل لبناني ويمنحه فرصة أكبر لتحقيق الإنتشار العربي، ولكن الأمر غير الطبيعي أن تُرشق بحجارة من قبل بعض زملائها وأن يحاولوا التقليل من أهميتها في وسائل الإعلام، في الوقت الذي يدعمها العديد من نجوم العرب ويصفقون لنجاحاتها التي باتت على كلّ لسان.

انتقادات غير منطقية!

من الإنتقادات التي تطال نادين من قبل بعض “الزملاء” هي تكرارها الأدوار والذي لم يحصل، ولكنها تمكنت من تكوين هوية فنية خاصة بها كحال معظم الممثلين العالميين والعرب الناجحين، فهل يمكن أن تتخيّل جوليا روبرتس وهي تُقدّم دور أنجلينا جولي في “Mr& Mrs Smith” وتشارليز ثيرون في “Sweet November”؟ والعكس صحيح أيضًا؟ هل يُمكن مثلاً لـ “عبلة كامل” أن تُقدّم نفس الأدوار التي قدّمتها “يسرا” مثلاً؟ طبعًا لا! 

 

الهوية الفنية!

هذه الهوية تُعتبر بصمة خاصة بالممثل تمكن من خلالها أن يزرع صورة خاصة به في عقل المشاهد الذي دائمًا ما ينتظره في مثل هذه الأعمال، ولكنّ رغم ذلك قدّمت نادين أدوارًا مختلفة وبرعت فيها مثل “نص يوم” و “سمرا” و”عشق النساء” و”لو” وآخرها كان بـ “خمسة ونص” الذي قلب كلّ المقاييس.

الهوية الفنية موجودة لدى معظم نجوم التمثيل في العالم، سيلفستر ستالون مثلاً لا يمكن أن نتخيله سوى بأفلام الأكشن والحركة وهو بدوره أيضًا قدّم 4 أجزاء من فيلم “رامبو” و 6 أجزاء من فيلم “روكي” ولم يخرج أحد زملائه ليقول أنّه يكرّر نفسه مثلاً.

كذلك الحال مع توم كروز الشهير بسلسلة أفلام Mission Impossible، عربيًا، اشتهر “الزعيم” عادل إمام بأدوار معينة وهو يعتمد نفس طريقة التمثيل في معظم أعماله وهو الأمر المحبّب لدى الجمهور، كذلك الحال مع دريد لحام الذي اشتهر بشخصية “غوار الطوشي” التي واكبته لعقود طويلة.

 

الدراسة الأكاديمية!

أما موضوع الدراسة الأكاديمية للممثل وانتقادهم للممثلين غير الأكاديميين فلا يمكن أن يكون منطقيًا، خصوصًا أنّ أهم نجوم الدراما في الوطن العربي والعالم ليسوا من خريجي معاهد التمثيل، بل دخلوا إلى هذا المجال عن طريق موهبتهم ونذكر أهم الممثلين في العالم الذين لم يدخلوا المعهد: “جنيفير لورانس، شارليز ثيرون، جوني ديب، ميل غيبسون، نتالي بورتمان، براد بيت، توم كروز وغيرهم كثر” وكذلك الحال عربيًا مثل بسام كوسا، سلوم حداد، عباس النوري، خالد صالح، عادل إمام، يحيي الفخراني وغيرهم أيضًا”.

ولأن هوليوود هي النموذج الأهم في مجال التمثيل، نسأل مجددًا هل سمعنا مرّة ميريل ستريب تقول عن أنجلينا جولي أنّها ليست ممثلة بما أنّها قادمة من مجال عرض الأزياء؟ وهل يومًا سمعنا ممثلة تُقلّل من حجم زميلة لها؟ لكن في لبنان المعادلة مختلفة جدًا، فبدل من أن نصفّق لنجاح أي ممثل أو ممثلة والانتشار الذي يحققه عربيًا نُحاول في شتّى الطرق التقليل من أهميته وانتقاده.

ومن ينتقد نادين وغيرها من الممثلات والممثلين، ألا يجب أن يكون أفضل منهم في التمثيل ولديه خبرة أطول بعشرين عامًا على الأقل؟ او أن يكون على الأقل قدّم أداءً تمثيليًا خارقًا وخارجاً عن المألوف كما يدعي البعض!

وهل بعض الممثلين في لبنان لديهم الخبرة الكافية لانتقاد زميلة لهم أكثر من كبار الفنانين العرب الذين أشادوا بموهبة وأداء نادين مثل نبيلة عبيد، وشريهان وماجدة زكي ومنى واصف؟

متى سنتعلم أنّ الدراما لا يُمكن أن تتطوّر دون أن يحترم الممثلين نجاحات بعضهم وعدم التقليل من شأنهم؟ ومتى نعترف بأنّ لكل مجتهد نصيب؟

 

موهبة نادين اعترف بها كبار النقاد!

نجاحُ نادين اعتمد أولاً على موهبتها، اجتهادها على تطوير نفسها ثانيًا، الذكاء في اختيار أدوارها والوقت المناسب لظهورها ثالثًا، وحبّ الجمهور العربي لها رابعًا. 

فيما موهبة نادين وطريقتها في التمثيل أشاد بها كبّار النقاد والمخرجين والفنانين في الوطن العربي، ومنذ بدايتها مع الكاتب شكري أنيس فاخوري مرورًا بالناقد عبيدو باشا والمخرج الكبير هشام شربتجي وصولاً إلى نبيلة عبيد وشريهان وغيرهم الكثير.

أول أدوارها في مسلسل “خطوة حب” قدّمت فيه دور شابة مُقعدة حصدت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة وتوالت بعدها الأدوار التي أبدعت من خلالها ولم تركز فيها على شكلها الخارجي مثل “باب إدريس” الذي لعبت فيه دور المرأة المعذبة و”أجيال” حيث جسّدت فيه دور أم لطفلين مراهقين وشكّلت خطوة جريئة منها خصوصًا أنّها كانت في منتصف العشرينات من عمرها وأيضًا الفتاة الشريرة في “مطلوب رجال”.

 

الإنتشار العربي: 

شكّل مسلسل “لو” إنتشارًا كبيرًا بالنسبة لها، حيث أبهرت الجمهور العربي بأدائها السلس والطبيعي في وقت كان البعض يتهم الممثلين اللبنانيين بالتصنّع، وفي نفس العام قدّمت دورًا جريئًا في “عشق النساء” وحمل أبعادًا نفسية وكوميدية في آنٍ.

“سمرا” قدّمت من خلاله العديد من المشاهد الصعبة والذي كان مختلفًا عن كلّ ما قدّم في الدراما العربية، و”نص يوم” الذي قدّمت من خلاله 4 شخصيات في عمل واحد وبرهنت عن قدرات تمثيلية مُبهرة.

يليها “الهيبة” الذي ولغاية يومنا هذا يتداول النشطاء مشاهدها مع تيم حسن عندما قالت “خلص التمثيل”، و”طريق” الذي تطرّقت من خلاله إلى مشاكل كلّ سيدة ناجحة وقوية في المجتمع، وطرحت إشكالية إجتماعية في غاية الأهمية، وأخيرًا بـ “خمسة ونص”.

 

النجاح لا يأتي من فراغ

النجاح ليس وليد الصدفة، بل هو اجتهاد وذكاء ومثابرة وتركيز على تقديم الأفضل دائمًا، وعكس هذا الكلام لا يُمكن أن يصبّ تحت خانة النقد المهني على الإطلاق. كما لا يمكن أن نتجاهل رأي النقاد والصحافة اللبنانية والعربية وكبار النجوم لأننا نريد أن نرمي على أي شخصية ناجحة فشلنا أو عدم تطورنا، فنبدأ بإطلاق التصريحات المعيبة بهدف إثارة الجدل مع شخص جريمته الوحيدة أنّه ناجح!

ومن المعيب اليوم أن تستمر الساحة الفنية بهذا الطريقة، فيجب أن تكون المنافسة حافزًا لتقديم الأفضل بدلاً من تحطيم الآخرين، علينا أن نرتقي بكلامنا أكثر ونتذكر أنّ التاريخ لن يذكر التصريحات المثيرة للجدل، بل سيذكر أعمال ونجاح أي إنسان.

خالد المولى

 

 

إقرأ أيضًاناهد السباعي تكشف سرّ عدم ذهابها إلى حفل زفافها: “هذا ما حصل معي”!

إقرأ أيضًا: منة شلبي تردّ على السؤال الأكثر تداولاً في العالم العربي..تعرّف إلى إجابتها – فيديو

إقرأ أيضًا: لطيفة التونسية ممنوعة من الغناء وتكشف عن الأسباب – وثائق

نادين نسيب نجيم – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى