العرّاب الفني

شادي ريشا يُقدّم أداءً ناضجًا بشخصية “ناصر” ويخرج من رمضان بطلاً!

يُحقّق الممثل اللبناني شادي ريشا نقلة نوعية في مسيرته الفنية هذا العام من خلال دوره في مسلسل “بردانة” وشخصية “ناصر” التي قدّمها وخطف الأنظار نحوه بأدائه وتمكنه من كافة تفاصيل الشخصية. العمل الذي يحصد أعلى نسب المشاهدة في الشهر الفضيل، ساهم في نقل شادي إلى أدوار البطولة التي يستحق أن يُقدّمها بالأعمال التي سيشارك فيها بعد ذلك. موقع العرّاب كان له هذا اللقاء مع ريشا:

 

  • اليوم يتابع الناس شخصية “ناصر” التي تلعبها باستمرار في مسلسل “بردانة أنا”..أخبرنا كيف هي أصداء المسلسل وتحديدًا دورك؟

في الحقيقة لم يكن من المفترض أن يعرض الجزء الثاني من مسلسل “بردانة أنا” في السباق الرمضاني، لكن الظروف التي مرّ بها البلد كان سببًا في ذلك. الأصداء إيجابية جدًا وخصوصًا أنّ المسلسل يحمل قضية مهمة وهي العنف، قد يشعر البعض بالتعب خلال مشاهدة العمل بسبب المعاناة التي تعيشها معظم الشخصيات ولكن للأسف هذا هو الواقع، والعمل ليس إلاّ مرآة له. على صعيد نسب المشاهدة والتفاعل عبر مواقع التواصل الإجتماعي فهو كبير جدًا وكل قضية وشخصية تُحقّق تفاعلاً بين الناس. أما فيما يتعلّق بشخصية “ناصر” التي أقدمها، الحمدالله الناس تترقب ماذا سيحدث معه وخصوصًا في الجزء الثاني. “ناصر” يحمل قضية الإنسان المهمش والموجوع والفقير، باختصار هو الإنسان الذي ظلمته الحياة ولم يدرك كيفية التعامل مع وضعه المادي ولم يُحكّم دائمًا ضميره في مواقف معينة. كثر هم في المجتمع الذين يشبهونه، خصوصًا أنّه أب ولديه طفلاً على حافة الموت وليس لديه القدرة المادية أو من يسنده لكي يعالجه وتأمين أبسط ما يحتاجه.

 

  • ناصر شخصية طيبة لكن ظروف حياته دفعته لارتكاب بعض الأخطاء بحق الناس..كيف حضّرت هذه الشخصية وهل يوجد الكثير من ناصر في لبنان؟

“ناصر” شخصية طيبة وأصيلة لكنه بنفس الوقت ضحية المجتمع الظالم والفقر، هذه الشخصية كانت تحديًا كبيرًا منذ أن تلقيت إتصال من الكاتبة كلوديا مارشيليان وأخبرتني أنّني سأقدّم هذه الشخصية، وبعد أن قرأت النص، شعرت بالمسؤولية التي وضعتها على ثقلي، لذا اتصلت بصديقي المدرّب المحترف “بوب مكرزل” وطلبت مساعدته في تركيب تفاصيل الشخصية قبل الإنطلاق بالتصوير، بهدف الوقوف أمام كاميرا المخرج “نديم مهنا” وترجمة نص كلوديا ورؤية المخرج والانتاج بأفضل طريقة. “ناصر” من خلال حركات عينيه، وجهه، صوته، نظراته مواقفه مع زوجته، أبوته، والرجولة الموجودة فيه، وكلّ التفاصيل واستطيع أن أعطي الشخصية حقها. صحيح أنّني تعبت مع “ناصر” لكنني استمتعت في الوقت عينه، وفرحت عندما شاهدت ردّة فعل الناس على الشخصية. كرهه الجمهور بسبب تصرفاته وهذا كان المطلوب وتعاطفوا معه وهذا كان المقصود. هي شخصية لا نعرف إذا يجب أن نحبها أو نكرهها، والحياة “هالقّد” فيها تناقض.

 

  • شخصية ناصر تتضمّن نقلات عدّة وتتطلب أداءً تمثيليًا معينًا.. “فشّت خلقك” على صعيد التمثيل؟

صحيح. شخصية ناصر تحمل الكثير من العمق الإنساني داخلها، الأمر الذي دفعني للعمل بشكل أكبر على كلّ تفاصيل الشخصية، خصوصًا أنّه يمرّ بعدّة حالات نفسية، بدايةً عندما يتعرّف إليه الجمهور مرورًا بشهادة الزور ثم مرض إبنه وشفاءه، وقراره بالكذب وبعدها تعرّضه للإبتزاز بسبب تعامله مع تجّار المخدرات، حيث اعتقد أنّه استطاع أن يطوي صفحة هذا الموضوع بعد أنّ أخبر عن المتورطين والمروجين لكنه لم يدرك عواقب الموضوع عليه. استمتعت بكلّ مشاهدي وصولاً للمشهد الذي يتلقى فيه خبر وفاة إبنه، وهنا نرى كيف تسقط كلّ الحسابات عند “ناصر” وكان مشهدًا صعبًا وهناك مسؤولية تجاه الحالة النفسية بحدّ ذاتها وتلقيت إشادة عدّة بعد هذا المشهد تحديدًا.

نعم، “فشّيت خلقي” وشعرت أنّ بين يدي شخصية أستطيع أن اتحكم بها والظهور بشكل مختلف تمامًا عن كلّ ما قدّمته سابقًا، خصوصًا أنّ العاملين في الوسط الفني اللبناني اعتادوا عليّ بنوعية مختلفة من الأدوار، و”ناصر” غيّر لهم هذه الفكرة، والجميع لاحظ التغيير الذي حصل، وصراحةً كنت أتمنى أن يكون الدور أكبر بالعمل وهذا ما قلته عندما قرأت النص، ولكنني تأكدت أنّ حضوره كان كافيًا لجذب المشاهدين، حيث كان قصة “بحدّ ذاتو” في المسلسل والجمهور كان يشتاق لرؤيته ومعرفة ماذا سيحدث معه وهذا يكفيني لأني قدّمت الشخصية بكلّ حب وشغف.

 

  • هل توافقني الرأي أنّ تواجدك في أعمال كارين رزق الله دائمًا يكون وجهها خيرًا عليك؟

اعتبر نفسي محظوظًا بسبب تواجدي في أعمال كارين رزق الله، بدايةً مع “قلبي دقّ”، ثم “مش أنا” والعملان من كتابتها وبطولتها وافتخر بهما، أما بالنسبة لمسلسل “بردانة أنا” فعاد التعاون بيننا عن طريق الصدفة لأنّ شركة الإنتاج والكاتبة هم من اختاروا الممثلين وعملي معها مجددًا أفرحني. وطبعًا اعتبر أنّها “فال خير” عليّ بسبب النجاح الكبير الذي حققته الأعمال التي ذكرتها وخصوصًا أنّها جاءت ضمن السباق الرمضاني. وأفرح دائمًا بالتعاون مع كارين لأنّها فنانة حقيقية على صعيد التمثيل والكتابة وتمكنت من الوصول إلى قلوب الناس كلّها وأعمالها تشكّل مرآة للواقع.

 

  • يُعرض لك أيضًا مسلسل “غربة” عربيًا وفي الخريف سيعرض على شاشة الـ LBCI، أخبرنا عن هذا الدور المختلف تمامًا عن ناصر.

مسلسل “غربة” مثل الحلم. هو حلمٌ لأنّني أحب تقديم الأدوار التي تعود إلى حقبة زمنية سابقة وبعيدة عن الواقع الذي أعيشه حاليًا، فيها سحر خاص يُعيدني إلى الطفولة. والعمل تدور أحداثه في أواخر 1950 ومطلع 1960 ومصمم الأزياء “مجد بوطانوس” أعادنا بأزيائه إلى تلك الحقبة بامتياز ورسم أجمل صورة لنا، كما أنّ النص الرائع كتبته “ماغي بقاعي” واخراج المبدعة “ليليان بستاني” التي أشعر بالسعادة عندما أتعامل معها، لأنّنا نعمل سويًا على تفاصيل الشخصية والتعامل معها لذيذ وسلس بالتصوير لكي نُقدّم أفضل ما لدينا وهكذا يكون التعامل مع شركة الإنتاج “أفكار” للمنتج مطانيوس أبي حاتم.

والملفت أنّ دوري مختلف تمامًا عن دوري في “بردانة أنا”، “نبيل” في مسلسل “غربة” شاب يتزوج من سيدة أكبر منه لكي يستولي على أموالها ولديه محل “مجوهرات” و”عايش حياتو بالطول والعرض”، باختصار هو شخص مغرور ولديه عدّة علاقات مع النساء ويعتقد أنّه ذكي إلى أنّ تنقلب كلّ الأمور. المسلسل ممتع جدًا وسيعرض على شاشة الـ LBCI قريبًا جدًا.

 

  • ما هي الأعمال التي تتابعها في شهر رمضان ولفتت انتباهك؟

بسبب عرض “بردانة أنا” عند الساعة التاسعة والنصف فلا أستطيع مشاهدة الأعمال التي تعرض بنفس الوقت لكن المسلسل الذي أشعر بسعادة وأنا أتابعه وكأنني أحد أبطاله هو مسلسل “بالقلب”، كتابة “طارق سويد”، إنتاج “مي أبي رعد”، إخراج “جوليان معلوف” مع نخبة من أهم الممثلين في لبنان، واخترت أن اتابعه في البداية لأنّ معظم المشاركين فيه هم أصدقائي، مثل جوليان معلوف الذي كان مخرج “مش أنا” ومي أبي رعد التي كانت منتجة نفس المسلسل، وسارة أبي كنعان، وسام فارس، بديع أبو شقرا، ألين لحود وجميع الممثلين المميزين وسعيد جدًا لنجاحهم. انتظر الحلقة تلو الأخرى لأنّ العمل تم تنفيذه بطريقة ممتازة جدًا. نص طارق سويد كُتب بطريقة حقيقية وواقعية وقريب للقلب، واختيار الممثلين موقف جدًا، مثل سمارة نهرا وكارمن لبس غابرييل يمين ودارينا الجندي ونوال كامل وجميع الممثلين كانوا من أفضل ما يكون.

كما سمعت أصداءً رائعة عن مسلسل “أولاد آدم” ولكن لم استطيع مشاهدته بعد وسأتابعه قريبًا، وأيضًا أرغب بمشاهدة مسلسل “النحات” أيضًا.

 

  • ما هي أعمالك الجديدة؟

انتهيت من تصوير عملين، الأول أشارك فيه كضيف شرف وهو مسلسل “راحوا” كتابة كلوديا مارشيليان، اخراج وانتاج نديم مهنا وسيعرض على شاشة الـ MTV قريبًا، لا استطيع الحديث كثيرًا عن الدور لكنه مميّز جدًا.

أما المسلسل الثاني، فهو مسلسل عربي مشترك أشارك في بطولته والممثلين من لبنان وسوريا ومصر ويحمل عنوان “خيبة أمل”، إخراج إيلي برباري وكتابة الجنرال جوزيف عبيد، أيضًا أقدّم فيه شخصية مختلفة، هو شاب يعيش قصة حب جميلة جدًا وأترقب عرضه أيضًا.

وطبعًا مستمر في تلفزيون لبنان، المقدّم الرئيسي لبرنامج “أحلى صباح” وبرنامج “سهرة عمر” والذي هو من فكرتي وتقديمي وأنا المنتج المنفذ وفي كلّ مرّة استقبل ضيفًا من مجال مختلف نستعرض فيها مشوار حياته.

العرّاب

 

 

إقرأ أيضًاناهد السباعي تكشف سرّ عدم ذهابها إلى حفل زفافها: “هذا ما حصل معي”!

إقرأ أيضًا: منة شلبي تردّ على السؤال الأكثر تداولاً في العالم العربي..تعرّف إلى إجابتها – فيديو

إقرأ أيضًا: لطيفة التونسية ممنوعة من الغناء وتكشف عن الأسباب – وثائق

شادي ريشا – العرّاب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى