العرّاب الفنيمشاهير العرب

قهوة كلماتها مُرّة وسُكّرها صوت إليسا

بعد أن أعلنت النجمة إليسا منذ بداية أزمة جائحة الكورونا تأجيل إطلاق ألبومها الذي كان متوقّعاً إصداره في فترة عيد الفطر الحالي، إكتفت بإصدار أغنية “قهوة الماضي” لمعايدة مُحبّيها. أتت قهوة الماضي بعد ست أسابيع من أغنية “هنغنّي كمان وكمان” التي غنّاها مُعظم العالم العربي فانتشرت بسرعة ونشرت طاقاتٍ إيجابيّة في كلّ منزل. لذلك وبالرّغم من أنّ التسويق لأغنية قهوة الماضي لم يكن على نفس مستوى سابِقاتها، تَشَوَق الجمهور للإستماع إليها، فبالنهاية إنّها اليسا وفعلاً هي من القلائل الذين يُعتبر إسمهم أهمّ تسويق.

مستوى الأغنية عالٍ جدّاً بالمُجمل. لحّن الأغنية المُبدِع محمد رحيم، وقد أتت النوتات الموسيقيّة مُلائمة لترسم في قلوبنا صوراً من الماضي. من جهة التّوزيع الموسيقي فهو لكميل خوري شقيقها الذي أثبت نجاحه معها في السّابق وأثبته مجدّداً في هذه الأغنية.

أمّا بالنسبة لكلمات قهوة الماضي فقد أتت غير مترابطة أحيانا! أوّلاً، عند سماعنا لمطلعها “بدّي حدا يشتقلي كل ما اشتقتلك…” نقول اللّه! بالطبع فهي من كلمات الشاعرة سهام الشعشاع، لكن لنكون تحت سلطة الموضوعيّة فبعض الكلام لم يكن مُتماسِكاً وأتى وقع بعض الأبيات على الأذن كأنّ الشعر مكسور الوزن. وهكذا لم تنتهِ الأغنية بنفس النّفحة الشّعريّة كما بدأت. إنّ شاعرة “وبيستحي” لم تكتب كعادتها وكان ينقص شعرها بعض التّرابط: مثلاً “يا بموت عإيد الوفا يا بقتلك” هي من أجمل كلمات الأغنية لكنّها ليست على علاقة بالأبيات التي سبقتها، فلم يكن استخدامها في مكانه. أيضاً فقد استعملت عبارات مكرّرة سمعناها مئات المرّات في السابق مثلاً “قلبي صفي مجروح مش لاقي دوا”. بيت آخر أتى باهت للغناء عندما كتبت الشعشاع “صارت عبُعدك بالدني حبسي”. لذلك، وبالرّغم من جمال العمل الفنّي بشكلٍ عام، لا يستطيع العقل فهم المعنى الحقيقي الكامل للأغنية. صحيح أنّ الكلام مصفوف بطريقةٍ شعريّة لكنّ المعاني المُتماسكة قد خانت الشاعرة هذه المرّة. وإن كان يحقّ للشاعر ما لا يحقّ لغيره، فهذا لا يلغي حقّنا نحن بتوقّع الأفضل من موهبة شعرائنا. لذلك فإن شبّهنا هذا الشعر للقهوة فستكون قهوة سهام مرّة بعض الشيئ.

أمّا بالنسبة لملكة الإحساس، فقد أثبتت من جديد إستحقاقها لهذا اللّقب. نٌضج خامتها المُميّزة تفوّق على “مرورة” كلمات الأغنية، وزاد اللّحن جمالاً. لذلك، إنّ صوت اليسا كان بمثابة السّكر الذي أضافته حنجرتها على هذا العمل الفنّي.

في النّهاية نقول، نعم، الأغنية جميلة ونجاحها مُتَوَقَّع ومُستَحَقّ بالرّغم من ملاحظاتنا على “سِهامها” التي لم تُصِب ذلك المكان في قلوبنا.

معتز العسراوي

 

 

إقرأ أيضًاناهد السباعي تكشف سرّ عدم ذهابها إلى حفل زفافها: “هذا ما حصل معي”!

إقرأ أيضًا: منة شلبي تردّ على السؤال الأكثر تداولاً في العالم العربي..تعرّف إلى إجابتها – فيديو

إقرأ أيضًا: لطيفة التونسية ممنوعة من الغناء وتكشف عن الأسباب – وثائق

إليسا – العرّاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى